تعز.. مخاوف كبيرة من عدوى الكوليرا
تعز ( أبين الآن) حلمي مرعي
خطوات متسارعة زحام شديد أمام مدخل الطوارئ، شبح الخوف في وجوه الجالسين على جنبات مداخل المشفى
لاصوت للمرضى، لم يعد بمقدورهم قول شيء
لقد طغى الجفاف على افواههم،يسارع الاطباء للقيام بالواجب،أحدهم يعمل على وضع (الكاينولات )في أيادي المتعبين، "الكانيولا هي أنبوب بلاستيكي مرن يدخل في الوريد لإعطاء الأدوية أو السوائل أو لسحب الدم من المريض"
ويكمل الآخر تركيب المغذيات،المهام متعددة الوافدين إلى قسم الأستقبال كثير جداً
مشهد مرعب بالنسبة لي بالحقيقة طالبت الزملاء المغادرة بشكل عاجل،كل هذا حدث بالأمس في مستشفى الجمهوري العام في محافظة تعز عندما قصدت زيارة صديق أصيبت والدته بالكوليرا التي بدأ فيها أعراض العدوى من ال11 مساء حتى الصباح ومن ثم نقولها إلى أحد المستشفيات الخاصة ولم يتم تشخيص المرض من قبل الطبيب المناوب بل إجتهد وقام بصرف بعض الأبر خلطها مع مغذية، لكن لا جدوى حالتها تتدهور ومخاوف أبنها زادت عليها، تغيرت ملامحها،إنهارت بشكل لا يُصدق،عينيها شاخصتنا نحو الأعلا؛ لا صوت لا حركه،عدا نبض قلب ونفس بطيء
قال: "أخبرت الدكتور أنها كوليرا، وقمت بنقلها إلى مستشفى الجمهوري وجلست أمي تحت المراقبة حتى إستقرت حالتها بعد يومين والحمد لله كنت سأفقدها إلى الأبد".
هذا ليس كل شيء، فثمة حالات كثيرة تدخل المشفى ومن ثم تعود إلى المقبرة حقيقة مؤسفة جداً ومخيفة في بلد تعاني من كل شيء، لا سيما القطاع الصحي في وضع حرج، في الوقت الذي تزايدت فيه إفتتاح مشافي خاصة وإهمال متعمد للقطاع الصحي الحكومي، فيما ترك المواطن يصارع الموت بمفرده كل يوم.
تفشي وباء الكوليرا في محافظة تعز بشكل سريع،يثر مخاوف المواطنين في المدينة
يحب على الجهات ذات الإختصاص القيام بالواجب وإنقاذ المواطن، كما علينا كمجتمع التوعية بالأعراض وكيفية الوقاية.
إليكم أعراض عدوى الكوليرا:
الإسهال. يحدث الإسهال الناتج عن الكوليرا فجأةً وقد يسبِّب فقدانًا كبيرًا لسوائل الجسم — قد يصل لربع غالون (حوالي 1 لتر) في الساعة. عادةً ما يبدو الإسهال الناتج عن الكوليرا باهتًا، وحليبيًّا ويشبه مياه الأرز.
الغثيان والقيء. يحدث القيء في المراحل الأولى من الكوليرا ويمكن أن يدوم لساعات.
الجفاف. يحدث الجفاف بعد ساعات من ظهور أعراض الكوليرا وتتراوح حدته من بسيط لحاد. فقدان 10% أو أكثر من وزن الجسم يعني حدوث جفاف حاد.
من مؤشرات وأعراض الجفاف بسبب الكوليرا سهولة الاستثارة، والإرهاق، وغور العينين، وجفاف الفم، والعطش الشديد، وجفاف وذبول الجلد الذي عند قرصه يعود ببطء لموضعه الأصلي، قلة التبوُّل أو انعدامه، انخفاض ضغط الدم، واضطراب ضربات القلب.
يسبب الجفاف فقدان المعادن من الجسم بسرعة، وهي المسئولة عن الحفاظ على توازن السوائل في جسمك. يُعرَف ذلك باضطراب الشوارد.