نايف الذي لا نختلف عليه
أبين الآن / كتب / فرحان المنتصر
بعد ثمانية أيام تقريبا من تعرضه لوعكة صحية ادخلته المستشفى تمكنت اليوم من زيارة معالي وزير الشباب والرياضة نايف البكري الى مستشفى عدن العام في مدينة كريتر، استغليت الوقت المخصص للزيارة قبل صلاة العصر اليوم السبت 15 نوفمبر ويممت وجهي نحو المشفى الذي شهد افضل الاحداث في حياتي" اولادي جميعهم ولدوا فيه".
تربطني بـه" نايف البكري" علاقة عمل بدأت في 2016م عندما اصدر القرار الوزاري رقم (3 ) الخاص بتكليفي مديرا عاما للإعلام بديوان وزارة الشباب والرياضة من دون سابق معرفة او طلب او اتصال، اصدر قراره لأنه كما قال لي لاحقا " يعرفني من الاعلام ويثق في قدراتي"، وخلال السنوات الماضية من العمل في ديوان الوزارة لم يكن تعامل الرئيس بالمرؤوس هو الذي يحدد العلاقة بيننا، نايف لا يعترف بالمحددات ولا يضع حدودا تمنعه من التواصل مع الناس، هو يتعامل مع الجميع كاسرة واحدة ، ووحده من الوزراء - تقريبا - من يقابل أصغر موظف في الوزارة بنفس بشاشة الوجه والاحترام والاهتمام الذي يقابل بها القادة والوكلاء والمدراء، واجزم انه يعرف كل الموظفين في الوزارة ويرتبط معهم بعلاقة وجدانية وانسانية لا تنتهي بمجرد حسن الاستقبال، ولكنها تتعدى ذلك لتصل الى الاهتمام بكل التفاصيل والمساهمة في حل الاشكاليات التي تواجههم ان وجدت.
وصلت الى المشفى وطلبت الاذن بالدخول لزيارة نايف البكري، فقال لي الحارس " ممنوع.. زوار نايف البكري كثير وغرفته الان مليان زوار" ولولاء ان احد حراس معاليه كان قريب من المكان وقد عرفني وعرف بي قبل ان يتواصل بالعزيز معاذ البكري ليأتي ويأخذني، لما تمكنت من الزيارة التي لا تتوقف منذ صباح الباكر، ولاشك تعب حراس المستشفى منها.
دخلت على معاليه الغرفة، وسلمت عليه فبادر هو بالسؤال عني وعن احوالي وعن رحلتي الى مصر ، وطلب من الشباب عنده ان يقدموا لي الماء والشاي والبسكويت، شربت الشاي هههههههههههههه شاي ملبن مليح يمز الراس، شاي الوزير من دون سكر وانا ايضا اشربه من دون سكر.
تناقشنا في حالته الصحية الواضح انها متحسنة بشكل كبير، والفضل كما قال لله رب العالمين الحافظ لعباده، ثم الرعاية الصحية التي لقيها في المستشفى، واضفت له انا " ثم بفضل دعاء الناس الذين دعوا لك بمحبة واخلاص بظهر الغيب كونك قريب من الناس ومعبر عنهم كواحد منهم لم تكن بعيدا عنهم في اي مرحلة".
حين قلت له ارتاح ، اقصد يتوقف عن الحديث معي باعتباره مجهد له، ابتسم وقال " زيارات الناس تجلب الصحة " وسرد لي قائمة الزيارات التي بدأت اليوم السبت منذ الثامنة صباحا، وكيف انه يشعر بالامتنان لكل من زاره او دعاء له، ويعتذر لكل من لم يستطع استقبال زيارته، وهو كما قال لي يعتبر حب الناس المكسب الحقيقي لأي شخص، والمكسب الاكبر دائما هو الوقوف مع الناس في كل الظروف.
عرفت نايف البكري ، كاسم لمع في عدن مع احداث 2011م عندما كان مديرا عاما لمديرية المنصورة ، وتابعت - اعلاميا- كيف سطع نجمه وبسرعة اصبح وكيلا للمحافظة مقرب من الرياضة والشباب وضيفا دائما الحضور في كل المناسبات المهمة بالعاصمة عدن.
وفي حرب 2015م، مثل وكيل محافظة عدن ، نايف صالح عبدالقادر البكري، بصموده وبقائه في العاصمة عدن الوتد الذي جعل للدولة مكانا تعود اليه وهو المسؤول الحكومي الاعلى الذي بقي صامدا في عدن رغم كل الاغراءات والتهديدات والمخاطر التي دفعت غيره اما للهروب خارج الوطن او الارتماء في حضن الحوثي، وكان نايف البكري مع صف طويل من القادة العسكريين والمقاومين المدنيين رمزية الدولة والمقاومة التي حررت عدن وحمتها من فرضية تحولها الى كنتونات.
منذ تعرضه للعارض الصحي خلال الاسبوع الماضي، كل من يعرف عملي في وزارة الشباب والرياضة ، سألني عن صحة الوزير، وكنت اطمئنهم بما تصلني من اخبار مطمئنة عبر زميلي الاستاذ / خالد محسن الخليفي وكيل قطاع الرياضة ، والحقيقية ان السؤال لا يتوقف حتى اليوم ، سؤال مقرون بالدعاء ، وذلك ما يستحقه نايف البكري الذي قد تختلف معه في العمل او التوجه لكنك لا تختلف عليه، فهو الرجل" المحترم الشجاع الكريم الوفي الشهم النزيه" ربي يحفظه ويشفيه ويديم عليه تاج الصحة والعافية.
ومش مشكلة ازعاجه لنا في الوزارة حين يسبقنا الى الدوام في السابعة والنصف صباحا، ويزعل حين نغادرها قبله في الوحدة والنصف ظهرا.
بالمناسبة حين اشتكيت لاحد الزملاء من وزارة اخرى وجود نايف في الوزارة يوميا، قال لي " تحمدوا الله وزيرنا سمعت انه جاء الى الوزارة حقنا مرتين فقط في سنتين وخلالها لم اقابله".