الشهيد المغدور به الشيخ مساعد ناصر الماس حياة حافلة بالعطاء والإنجاز!!.

بقلم / د.  وليد ناصر الماس

بعد مرور أكثر من شهر من عملية الاغتيال الآثمة التي تعرض لها شهيد الغدر الوالد الشيخ مساعد ناصر الماس، جرت مراسيم تشييع ودفن الشهيد، بحضور واسع لأبناء مديرية حالمين، الجدير بالذكر فقد اغتيل الشهيد رحمه الله في 6 مايو من الشهر الماضي، في منطقة حلية الواقعة على أطراف حالمين، في جريمة هزت حالمين وردفان، لتهب حالمين عن آخرها مستنفرة جهودها وطاقاتها في متابعة الجريمة والكشف عن خيوطها، بالتعاون مع أمن ردفان، الذي بادر مشكورا بكل جهوده وخبراته للمشاركة في عملية البحث والتحري، وقد انتهت هذه الجهود الطيبة في الكشف عن الجاني، الذي مازال هاربا، وهاهي جهود العدالة مستمرة في ملاحقته لضبطه وتقديمه للعدالة لكي ينال جزاء ما اقترفه من جريمة نكراء، تعد في نهاية المطاف قضية كل أبناء حالمين، فقد روعت كل أبناء المديرية، وملأت قلوب الجميع هلعا ورعبا، في سابقة لم تشهد المديرية لها مثيلا من قبل بدمويتها ووحشيتها.

رحل الشهيد الحاج مساعد ناصر بعد حياة حافلة بالعطاء والجهد الدؤوب، فقد كان من الثوار الأوائل الذين هبوا للاشتراك في ثورة الرابع عشر من اكتوبر المجيدة، التي اندلعت في وجه المحتل البريطاني، ثم شارك بصورة فاعلة في مختلف المراحل التي مرت بها الدولة في الجنوب منذ الاستقلال لغاية حرب 1994م الظالمة، التي قضت على معالم الدولة في هذا البلد.

ساهم الشهيد بصورة نشطة في حلحلة الكثير من القضايا والهموم التي يشهدها الوسط الاجتماعي، فهو إنسان صلب وصاحب شخصية قوية، ومن الوجاهات الاجتماعية المرموقة، ورجل مواقف وخبرة وحنكة وذكاء متقد، ومن القلة المشهود لهم بالاتزان والعقلانية في ردفان عامة.

ثم لقد اعتزل رحمه الله الحياة الاجتماعية بضجيجها زاهدا في الدنيا، متفرغا للعبادة، حتى طالته أيدي الغدر والإجرام، ليسقط شهيدا مضرجا بدمائه الطاهرة، مظلوما بكل معنى للكلمة.

عاش رحمه الله حياة بسيطة متواضعة عنوانها الكد والعمل والصبر على نوائب الدهر. تعرض للإقصاء والتهميش في حياته، ولم ينل أقل القليل مما يستحقه نظير جهوده، نسأل الله تعالئ أن يرحمه برحمته الواسعة، وأن ينزله منازل الصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

د. وليد ناصر الماس.