الضالع عاصمة النصر الأول وقلعة الصمود الجنوبي
بقلم: صخر السروري
الضالع أيقونة الصمود... عقد من النصر والانتصار، في مثل هذا اليوم، قبل عشرة أعوام، سطرت واحدة من أنصع صفحات المجد في تاريخ الجنوب، يوم انتفضت محافظة الضالع برجالها وأبطالها لتحطم قيود الاحتلال الحوثي الغاشم، وتدحر جحافله من أرضها الطاهرة، معلنة ميلاد فجرٍ جديد عنوانه الحرية والكرامة.
الضالع، هذه المحافظة الأبية، لم تكون رقعة جغرافية استعصى على العدو إخضاعها، بل كانت روح الثورة، ومهد الكرامة، وبوابة الجنوب التي لا تكسر، كانت أولى المحافظات التي انتفضت وحررت نفسها ذاتياً في العام 2015، وكانت الشرارة التي ألهمت بقية الجبهات لتحمل السلاح في وجه العدوان الحوثي.
لقد قدمت الضالع قوافل من الشهداء، رجالاً نذروا أرواحهم فداءً للوطن، وسطروا ملاحم بطولية لن تُمحى من ذاكرة التاريخ. سالت الدماء الزكية على ترابها، فأنبتت عز وشموخ، وكانت المدرسة التي تعلم منها الجميع معنى التضحية، والثبات، والكرامة.
في الضالع، لم تكن المعركة مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت معركة وجود وهوية، معركة بين مشروع وطني حر، ومليشيات طائفية ظلامية تسعى لمحو كل ما هو جميل في هذا الوطن. لكن الإرادة كانت أقوى، والعقيدة أمتن، ففر العدو هارباً، يجر أذيال الخزي والعار.
واليوم، ونحن نحيي الذكرى العاشرة لهذا النصر التاريخي، نقف بإجلال أمام تضحيات الأبطال، ونؤكد للعالم أجمع أن الضالع ستظل كما كانت، صخرة تتحطم عليها كل المؤامرات، وعنوان للكبرياء الجنوبي الذي لا ينحني.
المجد للضالع، المجد لشهدائها، والخلود لنضالها.
ولتبق الضالع، درع الوطن، وقلعة الصمود.