أهمية زيارة الحاكم للرعية وتفقد احوالهم… !
الحاكم الذي يعيش في برج عاجي ولا يسمح أن يقترب منه أحد...
ولايحاول النزول ليقف على أحوال شعبه لا أعتقد انه سينجح في حكمه هذا...!.
عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :
( لئن عشت إن شاء الله لأسيرن في الرعية حولاً ،فإني أعلم أن للناس حوائج تقطع دوني، أما هم فلا يصلون إلي، وأما أعمالهم فلا يرفعونها إلي، فأسير إلى الشام فاقيم بها شهرين، ثم أسير إلى الجزيرة فأقيم فيها شهرين، ثم أسير إلى مصر فأقيم فيها شهرين، ثم أسير إلى البحرين فأقيم فيها شهرين، ثم أسير إلى الكوفة فأقيم فيها شهرين، ثم أسير إلى البصرة فأقيم فيها شهرين، والله لنعم الحول هذا)
هذا عمر بن الخطاب يخرج لتفقد الرعية ويقطع المسافات ولمدة عام كامل...!
وفي عصره لاتوجد وسائل نقل حديثة...
فلا طائرات ولا قطارات ولاسيارات...!
ومع ذلك يقطع المسافات ويجوب البلدان مشياً على الأقدام...!
ولم تكن زياراته رضي الله عنه مجرد زيارات عابرة ليقدم له الطعام والشراب، بل كانت زياراته لتفقد احوال المسلمين ولتقييم اداء المسؤولين وتوجيههم ونصحهم ، وعزل من لم يقم بواجبه وإستبداله بآخر.
اليوم حكامنا لديهم الإمكانيات ووسائل المواصلات الميسرة لكننا لانراهم إلا من خلال شاشات التلفزيون...!
وإن قام أحدهم بزيارة لإحدى المحافظات فتكون زيارة خاطفة لا تحقق أي نتائج تذكر...!
لا نراه يلتقي بالمواطنين ويستمع اليهم وجهاً لوجه...!
بل يكتفي بالجلوس مع أحد المسؤولين وبعدها يغادر دون فائدة للمواطن...!
نتمنى على الحكام أن يتواضعوا قليلاً وينزلوا للشارع ليلتقوا بالمواطنين مباشرة..
فالمواطن عندما يقابل المسؤول سينقل المعاناة بكل صدق بعيداً عن التزييف وتحريف الحقائق والواقع المعاش..!
انزلوا للشعب وتواضعوا كتواضع عمر بن الخطاب الذي يجوب الأمصار والبلدان ليستمع للمواطنين دون واسطة...!
انزلوا وتخلوا عن جيوش الحراسات المددجة وانشروا العدل بين الناس وسيحميكم الشعب.
ف (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته) أو كما قال عليه أفضل الصلاة والتسليم.
✍️منصورالعلهي
19 يونيو 2024