يداً واحدةً لانجاح حملة التطعيم ضد الكوليرا

في الاشهر المنصرمة من العام الجاري 2024م انتشرت الإسهالات المائية الحادة والكوليرا بين اوساط المواطنين في اغلب مناطق اليمن إن لم يكن كلها وشاهدنا وتابعنا آلاف الحالات من الإصابات والمئات من الوفيات نتيجة مضاعفات هذا الوباء الخطير على حياة المواطنين 

كانت المستشفيات تعج بحالات الإسهالات المائية الحادة والكوليرا ولم يعد بمقدور المستشفيات استيعاب تلك الحالات الواصلة إليها بسبب تفشي هذا المرض وكان المرضى يفترشون الارض وساحات المشافي لكثرة الإصابات وتم فتح العشرات من مراكز العزل الصحي في عموم المحافظات والمديريات 

ورغم كل الجهود التي كانت تبذل من وزاراة الصحة العامة والسكان ومكاتبها في المحافظات و المديريات و من الإطباء والممرضين في المستشفيات ومراكز العزل الصحي والتي بذلت جهود مضنية لكبح جماح وباء الكوليرا والإسهالات المائية كانت هناك أصوات تتعالى وتجحد تلك الجهود وتبسط السنتها واياديها ليصب جام غضبها وانفعاله ضد الوزارة ومكاتبها والعمال الصحيين وتتهمهم بالتقصير في أداء واجبهم بسبب كثرة حالات الإصابة والوفاة من هذا المرض الذي لم يعد له وجود إلا في البلدان الاقل وعيا. بالنظافة 

استطردت شريط ذكريات تلك الأحداث التي لا زالات مرسومة في مخيلة كل من شاهدها وعانى ألمها بعد مطالعتي للتحضيرات التي تقوم بها وزارة الصحة العامة والسكان ومكاتبها في المحافظات والمديريات المستهدفة من الحملة للتحضير لحملة التطعيم ضد الكوليرا نتيجة لعودة انتشار هذا المرض وازدياد حالات الإصابة به في بعض المناطق ولمنع انتشاره وتفشيه كما حدث في الفترة المنصرمة  

حملة التطعيم بلقاح الكوليرا الفموي ستنفذ عبر فرق التحصين المتنقلة من منزل إلى منزل وفي المواقع الصحية الثابتة في المحافظات المحررة والمديريات المستهدفة ولجميع الفئات العمرية ما فوق العام خلال الفترة 7----12ديسمبر 2024م

فلكي لا تعود ولا تتكرر تلك الصور لجانحة وباء الكوليرا والاسهالات المائية الحادة التي شاهدناهاخلال الفترة المنصرمة و التي لا زالت منحوته في عقولنا وألبابنا ولاهمية حملة التطعيم ضد الكوليرا فهي دعوة نوجهها للجميع مواطنين ومشايخ ومثقفين وإعلاميين وكل فئات المجتمع إلى الاسهام في انجاح هذه الحملة للتطعيم ضد هذا لمرض الخطير والمعدي كي لا نرى موجة جديدة للكوليرا تفتك بنا جميعاً صغيراً وكبيراً ونعض اصابع الندم مرة أخرى لا قدر الله إذا عادت تلك الجانحة إلى محافظاتنا ومناطقنا فالتحصين ضد هذا المرض هو السلاح الوحيد لمقاومة هذا المرض الفتاك

كما نوجه رسالة لتلك الاصوات التي تتعالى عند تفشي الأمراض وتتساءل عن دور وواجبات وزارة الصحة العامة والسكان ومكاتبها والعمال الصحيين والأطباء فيها تجاه هذا التفشي لللكوليرا والاسهالات المائية وغيرها من الأمراض  

وعند قيام تلك الجهات الرسمية والمعنية بواجبها ودورها في كبح جماح تلك الامراض من خلال الحملات الوقائية بالتطعيم والتحصين نرى تلك الأصوات تبث سموم الدعايات والإشاعات الكاذبة بجهل وبدون علم عن خطورة وأضرار التطعيم والتحصين لتزرع الخوف والقلق في نفوس المواطنين 

 ونقول لتلك الفئة من الاصوات ما قال الله تعالى : (( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا ً) ) فاتقوا الله في انفسكم ولا تكونوا شركاء للامراض المعدية والفتاكة في إزهاك ارواح الناس من خلال ما تنشرون من دعايات وإشاعات كاذبة ضد حملات التطعيم والتحصين تفقد ثقة البسطاء من الناس في ملائكة الرحمة من الاطباء والعاملين الصحيين وجهات الاختصاص الصحية المعنية وكونوا عوناً لهم لاستئصال تلك الأمراض المعدية والخطيرة والقضاء عليها فالتطعيم والتحصين خير وسيلة لاستئصالها والقضاء عليها.