كيف نسير ومن اعداؤنا ومن حلفاؤنا؟
بقلم/
صالح علي الدويل باراس
بغض النظر عن قناعتي او قناعتك بأن يتوحد المسلمين ضد الصهاينة وداعمهم الغرب ، وأن يتركوا خلافاتهم الداخلية ، فمنطق كهذا صحيح نظريا ويلبي رغبة نفسية جياشة ضد عدو صهيوني طغى وتجبّر منذ عقود يحالفه الغرب بكل جبروته تقابلها رغبة عارمة لتحرير فلسطين ..لكن كيف تتواءم هذه الرغبة مع مشروع آخر لا يقل خطرا تلقف شعارات تحرير فلسطين والعرب في حالة انكسار سياسي وتقني وحتى حضاري هذا المشروع له اطماع لاتقل خطرا عن المشروع الصهيوني بل ان محتواه الديني يحمل شحنات تدميرية للعرب عقديا وسياسيا وحضاريا وفي ظل اليأس العربي من حسم المعركة مع الكيان الصهيوني عسكريا أخذت بعض النخب والتنظيمات ان سلاح ايران هو سلاح تحرير للمقدسات واستعادتها من المشروع الصهيوني ، وهي حالة اوجدت انقسام لا يتحمّله الشارع العربي المنهك جراء تدافع الامم على هذه البلدان التي تكتنز ثروات طبيعية هائلة وتقع على طرق استراتيجية خانقة للعالم وقبل ذا وذاك فهي مهد الديانات الثلاث وكل ديانة تريد ان تهيمن عليها عدا مخزون الحقد الديني الذي تحمله بعض القوميات جراء الفتوح الاسلامية وتحاول ان تبعث حضاراتها بطريقة او باخرى
ما يهمنا هنا هو المشروع الموازي للمشروع الصهيوني ، فالمشروع الصهيوني واضح المعالم ، عكس المشروع الايراني او "الصفيوني"
هل سلاح ايران سلاح لنا ام علينا!!؟ وهل سلاح ايران وساحاتها موجه ضد اسرائيل فقط ام انه موجه ضد اهل السنة بالذات في سوريا والعراق واليمن الان وسينتقل للبقية لاحقا!!!! ؟ وهل ما قتله سلاحهم من العرب يساوي ما قتله من اليهود ام ان اعداد المقتولين من العرب ارقام كبيرة جدا ولا تساوي شيئا من المقتولين الاسرائيليين!!!!؟
نعلم ان الصهاينة وحلفاءهم يكرهون ديننا لكن كفرهم بديننا واضح اما الصفيونية الايرانية فهي عدو يعتقد ويقدّم نفسه انه الاسلام اما نحن ففي نظرهم كفار واخذوا من الغرب شعار داعش فجعلوه صفة للسنة لتبرير قتلهم امام العالم ، هكذا قال الحوثي في اجتياح 2015 جئنا نحارب الدواعش!!!! نفس التعبئة عند الحشد العراقي وحزب الله وحراس المراقد ...الخ
مهما دفنا رؤوسنا في الرمال فالصراع معهم ديني فاغلب ائمتهم ومراجعهم يكفرون اهل السنة بينما اغلب اهل السنة لايكفرونهم مع طعنهم في القرآن ولعنهم صحابة رسول الله وزوجاته بل وقذف ام المؤمنين عائشة واتهامها بالزناء فكيف لنا ان نوزن ذلك ونظن مجرد ظنا ان الحروب وانتصاراتها او عدم انتصاراتها لا تؤسس لاعادة صياغة وعي المهزوم وفرض معتقدات المنتصر او الداعم ..لو ظننا ذلك فنحن في الدرك الاسفل من السذاجة ففلسطين مهما كانت قدسيتها وغزة مهما كانت آلامها ليست في مستوى تخريب عقائدنا تخريبا قد لانتأثر به نحن كجيل حالي لكن ستتاثر اجيال قادمة اما بالقمع او بالتعليم الذي سيصيغونه بالقوة وهذه الحقيقة يعلمها اولياء امور الطلاب اليمن في سلطة الامر الواقع الحوثية وكيف تغيّرت المناهج على النشء
لا يمنع الاستعانة بهم كالاستعانة بالكافر لكن دون موالاتهم وتزيين عقيدتهم وتزكية وتعظيم رموزهم كالحال مع نصر الله وانه زعيم تحرري بينما هو ابن مدرسة الولي الفقية كما عرّف نفسه
30 سبتمبر 2024م