وضع المواطن فوق الطااااقة
بقلم / سعيد سالم الحرباجي
يوم الجمعة الماضي أقدم مواطن على إحراق نفسه أمام أنظار الناس في مدينة صنعاء لأنٌه عجز عن توفير أبسط متطلبات الحياة .
في الوقت ذاته أطلق جندي في مدينة عدن عدة طلقات من بندقيته على نفسه ففارق الحياة .
والمتتبع لوسائل التواصل الاجتماعي يجد عشرات الحالات لأشخاص فضلوا الموت بصمت بعيدأ عن ضوضاء الإعلام ، وذلك نتيجة تفاقم الاوضاع الاقتصادية .
وهناك قصص مروعة تدمي القلوب تحصل في المجتمع نتيجة الغلاء الذي يطحن الناس طحنأ..
ناهيك عن وجود آلاف الأسر المتعففة التي لا تجد ما تغتات عليه ، ولربما اكتفوا بوجبة واحدة ، في الأربع والعشرين ساعة .
وصل االبؤس ، والعوز ، والشقاء بالمواطنين درجة لااااااا تصدق !!!!؟؟
وكأننا في بلد فقير ليس له موارد .
وفي المقابل هناك فئة أصابتها التخمة ، ويعبثون بالأموال ، ويتطاولون في البنيان ، وهم حديثو الإسنان....يغمض الواحد منهم عينيه ثم يفتحها ..فإذا هو هامور من الهوامير .
السؤال المحير الذي يتبادر إلى أذهان الكثيرين ...
هل مجلس القيادة على علم بمثل هكذا مآسي ؟
هل مجلس الوزراء ، ومجلس النواب ، ومجلس الشورى ، والمستشارون ....مطلعون على الوضع الكارثي الذي يسحق المواطنين ؟
إذا كانوا يدرون فتلك كاااارثة !!
وإن كانوا لا يدرون فالكاااااارثة أعظم !!
كم يحتار المرءُ وهو يرى مسؤولأ أقسم قسماً مغلظأ بأن يؤدي الأمانة ، وأن يقوم بعمله بما يرضي الله ، وأن يحافظ على المال العام وأن
يلتزم بالقانون ، والدستور ، الذي يصون كرامة المواطن ، ويحفظ حقوقه ، ويتيح له الحرية ، والعيش الكريم ، ويضمن له الأمن والإستقرار وووووو.
وما أن يجف ريقه ، وينهي قسمه ، ويترجل عن منبر القسم ....حتى يقسم (في نفسه ) قسمأ آخر بأن يستغل منصبه أسوأ أستغلال ، وأن يعطي ( ضميره ) إجازة فترة بقائه في ذلك المنصب ، وأن يترك الحبل على الغارب لمقربيه يعبثون بالمواطنين ، ويستغلون حاجتهم ، وينهبون المال العام دون حسيب ولا رقيب !!؟
فيا عجبأ لحال هؤلاء!!
ألا يتقون الله في قسمٕ أدٌوه بكامل حريتهم ، وكامل أهليتهم ، وكامل قناعاتهم ؟
ألا يدري أولئك أنهم موقوفون بين يدي الله ، وسيسألهم عن الصغير ، والكبير ، والنقير والقطمير ؟
ألا يتقون الله في أنات المرضى ، وصرخات الجوعاء ؟
ألا يعلم أولئك أنٌ الله يمهل ولكنه لا يهمل !!؟؟
ألا يدرك المساكين أنٌ الله يرفع دعوة المظلوم فوق الغمام ثم يقول : وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين ؟
أي بشر أنتم ؟
ألكم قلوب حقأ ؟
ألكم مشاعر ، وأحاسيس ؟
الذي اكاد أجزم به ....أنكم تعطلون أجهزة الاحساس لديكم تماماً ، وتمنحون ضمائركم إجازة مفتوحة ....حتى تكونوا في فسحة من العبث !!
عجبأ لكم !!
بل تباً لكم وألف تب !!
اتقوا الله في أنفسكم ، إتقوا الله في يوم تُرجعون فيه إلى الله .
ألا ترون كم جمع من كان قبلكم ...وكيف كانت نهايته ؟
ألا ترون (كم تركوا من جنات وعيون ، وزروع ومقام كريم ، ونعمة كانوا فيها فاكهين ) ؟
ألا ترون كيف تلاحقهم لعنات المظلومين صباحأ ومساءً ، وصيفأ وشتاء؟!!
فكيف لكم أن تصمٌموا على السير في الطريق الخطأ وأنتم تدركون نهايته الوخيمة ؟
وأنتم ، أنتم أيها المظلومون :
أعلموا أنٌ لكم ربأ يسمع ، ويرى ، ومطٌَلع على آلامكم ، وأوجاعكم ....
وبين أيديكم سلاح فتاك لو احسنتم استخدامه لانتقم الله لكم من ظالميكم .
فقط تحينوا الأوقات المناسبة ووجهوا دعواتكم
إلى جبار السموات ، والأرض ، إلى المنتقم سبحانه ...
وهو وحده من سيكفيكموهم ، وهو وحده من سيتولى نهايتهم الوخيمة .
فياربنا ...
لقد تمادى الظلمة في ظلمنا ، وتجاوزوا الحد فى طغيانهم ، ومسنا وأهلنا الضر وأنت أرحم الراحمين ...
فنسألك بأسمائك الحسنى ، وصفاتك العلى ..
أن تنتقم لنا ممن ظلمنا ، وأن ترينا فيهم عجائب قدرتك .