حرب بالوكالة بين إيران وأمريكا في دير الزور

حرب بالوكالة بين إيران وأمريكا في دير الزور

قال خبراء في العلاقات الدولية إن قصف قوات التحالف الدولي في ريف دير الزور، يستهدف الميليشيات الإيرانية حول نهر الفرات لقربها من قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

 

وأوضحوا، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن هذه المناطق تمثل ثقلاً كبيراً للنفوذ الإيراني في سوريا.

 

 وقامت قوات التحالف الدولي باستهداف "القرى السبع" في ريف دير الزور، وهي الحسينية والصالحية وحطلة ومراط ومظلوم وخشام وطابية؛ وهو ما أدى لانسحاب هذه القوات من تلك القرى وسيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من واشنطن عليها.

 

وتشكل هذه القرى أهمية استراتيجية وميدانية للعديد من الأطراف، في ظل التنازع عليها من حين إلى آخر، بين القوى الدولية والإقليمية والجماعات التابعة لها.

 

ثقل إيراني

ويقول المتخصص في الشأن الإيراني، الدكتور نبيل الحيدري، إن قوات التحالف الدولي قامت بضرب القرى السبع في ريف دير الزور لوجود الميليشيات الإيرانية حول نهر الفرات وقربها من قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وهي مناطق تمثل ثقلاً كبيراً لإيران، في ظل التزود الدائم بالميليشيات الداعمة والإمدادات عبر الجانب العراقي.

 

 وبيّن الحيدري أن هناك ميليشيات موالية لطهران وصلت مؤخراً من العراق إلى دير الزور، وهذه المنطقة بمثابة ثقل كبير لإيران، وكان لها دور كبير في مساعدة النظام السوري وتغيير المعادلة قبل ذلك.

 

وأشار الحيدري إلى أن مجيء قوات من العراق من خلال هذه المناطق ما زال قائماً، وذلك بالتزامن مع اتصال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني بالرئيس السوري بشار الأسد وإبداء دعمه، والأمر نفسه من جانب وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الذي زار دمشق وشدد على مساندة طهران.

 

وأضاف الحيدري أن دير الزور هي الثقل القوي للدعم الإيراني لسوريا ومن بعدها لبنان، وأن ضربها يقطع شريان الدعم بتزويد الميليشيات من العراق إلى سوريا، مرجحاً أن تمثل الضربات رسالة تحذيرية إلى طهران بعدم تقديم الدعم لسوريا، وربما يأتي الدور على الميليشيات العراقية بعد ذلك.

 

وتابع الحيدري أن ميليشيات النجباء وكتائب حزب الله جاءت إلى سوريا دعماً للميليشيات الموجودة فعلاً في دير الزور وغيرها المساندة للنظام السوري، في ظل تصريح رئيس الوزراء العراقي بأن أمن سوريا والعراق واحد.

 

ومن جهته، أكد الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور أحمد الياسري، أن الولايات المتحدة تريد الضغط على إيران من خلال هذا الهجوم، بهدف إضعاف أذرعها وفصائلها التي لها ثقل في ريف دير الزور.

 

وأوضح أن ذلك يجري ضمن خلق قواعد اشتباك جديدة، قد تضبط بعض الأوضاع، ومن بينها ميليشيا الحوثي، بالإضافة إلى توجيه رسائل من واشنطن إلى طهران، بأن لديها أوراقاً تتعامل بها مع أجنحتها.

 

وذكر الياسري أن "المناوشات" بين القوات الأمريكية والميليشيات المرتبطة بإيران في مناطق شرق الفرات والجزيرة والمناطق المحاذية ليست جديدة، ولكنها تتصاعد مع الأحداث المستجدة مؤخراً في الشمال السوري.

 

 واستكمل الياسري بالقول إن واشنطن تتعامل مع المنطقة من منطلق أن تظل ساحة نفوذ كردي، وهو ما يتم التمسك به، لتكون تلك الضربات لقطع خطوط الإمداد من العراق إلى الفصائل المرتبطة بإيران في .

 

ورأى الياسري أن التجربة الأفغانية بدأت تُستنسخ في سوريا، بين ما يجري في دير الزور وما شهدته حلب، لاسيما مع تغيير جبهة النصرة ثوبها ومحاولة تركيا تأهيلها غربياً.

 

وقال إن الخطاب الصادر في حلب بأنهم لن يقتلوا الطوائف الأخرى وأنهم يستهدفون النظام فقط، مؤكداً أن هذا إطار جديد وغير حقيقي؛ لأن هذه الفصائل على أعلى درجات من التطرف.

 

 ولفت الياسري إلى أن هذا الإرباك الحادث والخلل في قواعد الاشتباك، قد يؤديان إلى تعقيد الصراع أكثر أو إلى قواعد حل مع قدوم الرئيس الجمهوري دونالد ترامب 

إرم نيوز