إلى قبائل ومشائخ الصبيحة كونوا سنداً لإطفاء نار الثأر وترسيخ الوئام والوقوف إلى جانب لجنة الثأر

الحمد لله الذي جعل الصلح بين الناس من أعظم القربات، ونهى عن التنازع الذي يؤدي إلى الفرقة والخراب، فقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10]. وقال سبحانه: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} [النساء: 114].

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيراً أو ينمي خيراً” [رواه البخاري].

إلى أبناء قبائل الصبيحة الأبية، وإلى مشائخنا الأجلاء، ووجاهاتنا الكرام:
إن الثأر قضية مؤرقة، وعادة جاهلية لا تورث إلا الأحقاد والدمار، وهي من أبرز أسباب تمزق المجتمع وتفرق كلمته. إن ما تقوم به لجنة الثأر من جهود جبارة، وعمل دؤوب في سبيل حلحلة قضايا الثأر، هو عمل يستحق أن يُشكر ويُقدر، ويجب أن نقف جميعاً إلى جانب هؤلاء الرجال المخلصين الذين نذروا أنفسهم لخدمة الصلح وإنهاء الخلافات، واضعين نصب أعينهم قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا} [المائدة: 32].

جهود لجنة الثأر ليست مجرد مساعٍ لحل القضايا، بل هي مشروع إنقاذٍ لمجتمعنا من دوامة الدم والثأر.
هؤلاء الرجال، وعلى رأسهم
•اللواء محمود الصبيحي،
•العميد حمدي شكري،
•العميد عبدالغني الصبيحي،
•العميد بشير المضربي
•الشيخ جلال الكعلولي،
•الشيخ علي الزغير الأغبر،
•الشيخ عادل الجليدي،
وغيرهم من الرجال المخلصين، يعملون ليلاً ونهاراً، يقطعون الفيافي والقفار، يلتقون بأولياء الدم ويجلسون مع الأطراف المتنازعة، يبذلون الجهد بلا كلل أو ملل، وكل هذا في سبيل الله أولاً، ثم في سبيل مصلحة مجتمع الصبيحة.

نداؤنا إلى قبائل الصبيحة ومشايخها:
كونوا عوناً وسنداً لهذه اللجنة التي تسعى بكل صدق لإنهاء هذه الآفة. لا تكونوا عائقاً أمام جهودهم المباركة، ولا تضعوا شروطاً تعرقل مسيرتهم. إن من يضع العراقيل أمام هذه اللجنة، يتحمل جزءاً من مسؤولية استمرار هذه النزاعات التي تأكل الأخضر واليابس.

أيها الحكماء والعقلاء في قبائل الصبيحة،تذكروا أن السلام هو طريق القوة، وأن وحدة الكلمة هي أساس التقدم. الثأر لا يجلب إلا الدمار، ولا يزيد إلا من حدة الصراعات التي تُهدد أمننا ومستقبل أبنائنا. قال تعالى: {وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ} [الأنفال: 1]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما عمل ابن آدم شيئاً أفضل من الصلاة وإصلاح ذات البين” [رواه أحمد].

لجنة الثأر ليست مجرد مجموعة من الأشخاص، بل هي شعلة أمل لإعادة اللحمة بين أبناء القبائل، وهي نموذج مشرف يجب أن نفتخر به جميعاً. فكل من يقف مع هذه اللجنة هو شريك في أجر الإصلاح، وكل من يُساهم في تسهيل عملها هو داعم للخير ولما يُرضي الله ورسوله.

إننا أمام فرصة تاريخية لإنهاء دوامة الثأر التي طالما أرهقت مجتمعنا، فلا تفوتوا هذه الفرصة.

نسأل الله أن يُبارك في جهود لجنة الثأر، وأن يُوفق رجالها إلى ما يُرضيه، وأن يجعل عملهم خالصاً لوجهه الكريم.

{وَالصُّلْحُ خَيْرٌ} [النساء: 128].
والله ولي التوفيق.