القائد الجريح العقيد عبد الله أحمد النسري صفحة من النشاط الميداني!!

سنحاول من خلال هذه الأسطر الموجزة الحديث عن شخصية جنوبية بارزة لها صولات وجولات واضحة في إطار الثورة الجنوبية التحررية، التي قاد قطارها الحراك الجنوبي السلمي منذ انطلاق شرارتها في العام 2006م، أنه القائد الميداني العقيد عبد الله أحمد مثنى النسري.
للرجل مشاركات واسعة ومختلفة في النشاطات السلمية والميدانية للثورة المباركة، تنوعت في المشاركة المباشرة بالاحتجاجات السلمية، وتوعية المواطنين بأهمية رفض مشروع الاحتلال اليمني، ومقارعته بمختلف الطرق؛ ومنها الطرق السلمية، حاثا شباب الثورة على أهمية المشاركة الفاعلة في مختلف فعاليات الثورة السلمية، ولم يغفل بذلك عن الشق الآخر من الثورة المتعلق بالجانب الميداني، حيث رأى وأقترح بضرورة وجود جناح مسلح للثورة الجنوبية يمكن الاعتماد عليه في حماية المحتجين السلميين، وحتى يكون في ذات الوقت نواة أولى للمقاومة الجنوبية المرجوة لطرد قوات الاحتلال اليمني من الأرض الجنوبية.

مع انطلاق معركة تحرير الجنوب التي اندلعت في العام 2015م، شارك القائد عبد الله أحمد مثنى بصورة مباشرة في تلك المعارك التي خاضتها المقاومة الجنوبية، وفي أكثر من جبهة، حيث شارك في معارك تحرير الجربا، وفي مواقع نشام والمظلوم وغيرها بأكثر من مهمة، كما التحم مع العدو الحوثي العغاشي هو ومجموعة من المقاومين الأبطال في منطقة الوبح وسط الضالع في مواجهة مباشرة، ليسقط على إثرها جريحا، فلم تضع الجروح التي أثخنت جسده حدا لجهوده ومشاركاته الفاعلة، فقد دفعه حب الوطن والتضحية في سبيله دفعا للمشاركة في مختلف المراحل البطولية اللاحقة، حيث شارك في أعمال عسكرية وقيادية في العاصمة عدن، ثم عُين قائدا لإحدى كتائب اللواء الثاني صاعقة الذي تشكل في العام 2019م، وشاركت كتيبته إلى جانب بقية كتائب اللواء في معارك تحرير وادي حجر وباجة وحبيل الكلب بجبهة شمال غرب الضالع، ثم تمركزت بعد ذلك في مواقع متقدمة في منطقة حبيل الكلب، وخاضت معارك شرسة مع المليشيات الحوثية، مستبسلة في التصدي لهجمات المليشيات ومحاولات التسلل المتكررة لاستعادة هذه المواقع الهامة من القوات الجنوبية، حيث أُفشلت كل هذه الخطط العدائية، بفضل الله تعالى وبإصرار وعزيمة أفراد القوات المسلحة الجنوبية، تحت قيادة رشيدة.

وفي إطار عملية الهيكلة التي حدثت للوائين الأول والثاني صاعقة، التي جرت مطلع العام الجاري 2024م، عُين القائد عبد الله أحمد النسري قائدا للكتيبة الأولى باللواء الأول صاعقة، وتتمركز قوات هذه الكتيبة حاليا في جبهة شمال غرب الضالع (قطاع بتار)، حيث تسطر أروع الملاحم البطولية، في مواجهة وردع الاعتداءات الحوثية المستمرة.

يُعرف العقيد عبد الله أحمد بالشرف والأمانة ونظافة اليد، وبحبه للوطن وتفانيه من أجله، ويتمتع بالشجاعة والإقدام والخبرة الميدانية، والإخلاق الحميدة والإيثار والتسامح والسلوك العسكري الراقي، ويحظى بحب أفراده (جنود وضباط)، يقف في الصف الأول على خط النار مع أفراده المقاتلين في مختلف المواجهات، لا يأبه لمختلف التهديدات والمخاطر.