كيف نقنع الجيل القادم أن التعليم هو السلاح الحقيقي؟

بقلم: نبيل الحريري

في عالم يزداد اشتعالًا بالصراعات، وتكاد الحروب أن تطمس وجود الشعوب العريقة، كيف لنا أن نقنع الجيل القادم أن التعليم هو سر قوة الشعوب؟ كيف نشرح لهم أن سلاح العلم هو الوحيد القادر على انتزاع حرية الإنسان وكرامته، وأن الأوطان لا تُبنى إلا بالعقل والمعرفة؟

كيف نقنعهم بمهنة التعليم والعطاء العلمي، وهم يرون المعلم وأستاذ الجامعة بعد ثلاثين عامًا من التدريس، وقد أنهكه الندم لأنه اختار التعليم في المدرسة أو الجامعة؟ كيف نزرع فيهم الحلم، وهم يرون أن كل من أفنوا أعمارهم في القاعات الدراسية أصبحوا في السنوات العشر الأخيرة فقراء بائسين، لا حيلة لهم ولا سند؟ في هذه البلاد، وفي هذه المدينة، صار اللصوص هم الأثرياء، وصار أكثرهم ثراءً هم الأعداء الحقيقيون للتعليم: أغبياء يتبوّأون مناصب الحكم والسلطة، عسكر وبلاطجة يتفاخرون بكروشهم المنتفخة، يملكون كل شيء إلا العقل، والحرية، والكرامة.

كيف نُقنع الجيل الصاعد أن العلم هو الطريق، وهم يرون الطريق ممهدًا فقط أمام الجهلاء؟ هذه مأساة تُهدد ما تبقى من الأمل، وإن لم نواجهها بصراحة، سيغدو المستقبل أكثر عتمة مما نظن.