(ايام المبادرات)

في اول مرحلة من مراحل الشباب وفي بداية التحاقي بالسلك العسكري كنت اعمل في إدارة المركبات المركزية في اوائل الثمانينيات في معسكر النصر بخورمكسر والذي كان يعتبر المعسكر الرئيسي والحيوي والهام والتي تعتمد عليه وزارة الداخلية والقيادة السياسية وكانت تتواجد فيه كل إدارات الخدمات العسكرية المركزية وبدون استثناء وكل مكاتب الإتصال للمحافظات الست في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.

وكنت في حينها اعمل كاتب في إدارة( قسم الأليات) في إدارة المركبات المركزية والذي تعمل على استلام كافة الأليات الواردة عبر صحراء العبر ووادي عبيده وعبر إدارة المشتروات التي كانت تقوم بالتنسيق وبالتواصل مع الجهات المعنية وتقوم بتوفير الأليات العسكرية وقطع الغيار المطلوبة ويتم احضارها إلى معسكر النصر إدارة المركبات المركزية والتي كانت تتشارك بالمكان وبالموقع هي وإدارة الورشة المركزية وكانت تسلم الأليات العسكرية والمدنية الخاصة بالكوادر العسكرية الواردة من سيارات وقطع غيار لإدارة الأليات والتي بدورها تقوم بفحص وبجرد تلك السيارات واعطائها سجل خاص بكل سيارة كان يسمى سجل ميم (٤٠) والذي يدون فيه كل مايتعلق بالسيارة واضافة إلى أن إدارة الأليات هي من تعمل على ترقيم السيارات وتقوم بخزنها في مستودعات خاصة في معسكر ردفان (جناح التدريب) ويتم توزيعها بحسب التوجيهات الصادرة من الوزارة وإدارة المركبات المركزية.

كنا نعمل منذ الساعة السابعة صباحا وحتى التانية بعد الظهر دون كلل او ملل وحتى ايام العطل الرسمية مثل عطلة الجمعة كنا نقوم بالمبادرات كلاً في ادارتها والله كنا نقوم بذلك ونحن سعداء ومبسوطين وبكل نشاط وحيوية ونعمل بكل جهد وطاقة في تلك المبادرة وبتنافس فيما بيننا من اجل ان نحقق اعلى نسبة انجاز الجدوى الإقتصادية في عملنا الوطني والعسكري دون اي مقابل مادي يذكر وكان ذلك يتم بالتنسيق مع المنظمة القاعدية للحزب الإشتراكي والمنظمة القاعدية لأشيد في إدارة المركبات والورش والنقليات المركزية ومنظمة الحزب في مديرية وزارة الداخلية.

واليوم وللاسف الشديد وخاصة بعد قيام الوحدة اليمنية اهمل وخرب ودمر ذلك المعسكر الرمز الذي كان من اهم المعسكرات في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتحول إلى اراضي وبقع واحواش ولم يتبقى من مساحته الكبيرة والواسعة إلا بعض الإدارات الصغيرة والمهملة والتي لم يعد لها وجودها كإدارات عاملة وفاعلة ومن هنا نوجهها رسالة لوزير الداخلية ومدير امن محافظة عدن والقيادات الجنوبية المتواجدة على الإهتمام وإعادة دور ومكانة وحيوية واهمية هذا المعسكر إلى ما كان عليه سابقاً إن امكن او افضل من ذلك٠

#المريسي.