الصين تحظر صادرات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة
بدأت الصين حظرًا على صادراتها من المعادن النادرة إلى ، وذلك في إطار ردها على القيود والعقوبات الأمريكية المتزايدة ضدها، وفق ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
ويعدّ الحظر الجديد أبرز الخطوات التصعيدية التي اتخذتها الصين، لمواجهة السياسات التقييدية المتزايدة من الحكومة الأمريكية؛ ما ينذر بمزيد من الصراع الاقتصادي مع دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
وبحسب الصحيفة، جاء الرد الصيني، الذي قد يؤدي إلى تصعيد حرب سلسلة التوريد بين بكين وواشنطن، بعد يوم من قيام إدارة الرئيس بايدن بتوسيع القيود المفروضة على بيع التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة للصين.
ويُشير الحظر إلى انخراط بكين بقوة في حرب سلسلة التوريد من خلال منع تصدير المكونات المهمة المستخدمة في صنع منتجات قيمة، مثل الأسلحة وأشباه الموصلات.
وقالت وزارة التجارة الصينية: "إن مبيعات الغاليوم والجرمانيوم والأنتيمون، وما يسمى بالمواد فائقة الصلابة إلى الولايات المتحدة ستتوقف على الفور على أساس أن لها استخدامات عسكرية ومدنية مزدوجة؛ كما سيخضع تصدير الجرافيت لمراجعة أكثر صرامة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين تلعب دورًا مركزيًّا في العديد من سلاسل التوريد العالمية، لكنها امتنعت عمومًا عن تضييق الخناق على صادراتها خلال إدارة ترامب الأولى، وفضلت بدلًا من ذلك اتخاذ إجراءات أكثر محدودية مثل شراء فول الصويا من البرازيل بدلًا من الولايات المتحدة.
وفي حين تنتج بكين تقريبًا كل الإمدادات اللازمة للعالم من المعادن الحيوية اللازمة لصنع التكنولوجيات المتقدمة مثل أشباه الموصلات، تُشدد بكين قبضتها على هذه المواد ردًّا على القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا الأمريكية إلى الصين على مدى العامين الماضيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن الصين أنشأت إطارًا قانونيًّا العام الماضي للتحكم في صادرات الغاليوم والجرمانيوم، اللذين يستخدمان في أشباه الموصلات، وفي الـ15 من سبتمبر الماضي، أضافت الصين الأنتيمون، الذي يستخدم في المتفجرات العسكرية.
وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بدأت الصين مطالبة مصدري هذه المعادن الثمينة، المستخدمة في كل شيء من أشباه الموصلات المتقدمة إلى القنابل الذكية، بالكشف عن تفاصيل كيفية استخدام هذه المعادن في سلاسل التوريد الغربية.
كما توقفت صادرات الصين من الغاليوم والجرمانيوم لفترة وجيزة قبل عام إلى أن ابتكر المسؤولون في بكين نظامًا للموافقة على مثل هذه المعاملات.
ولم تنتعش الشحنات إلى الولايات المتحدة بشكل كامل أبدًا، ما أجبر الولايات المتحدة على الاعتماد بشكل أكبر على شراء المواد شبه المصنعة من دول أخرى مثل اليابان، التي تشتري مباشرة من الصين.
ووفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، توفر الصين 54% من الجرمانيوم، الذي تستخدمه الولايات المتحدة، وهي مادة تستخدم في تكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء والألياف الضوئية.
ولم تقم الولايات المتحدة باستخراج الغاليوم الخاص بها، المستخدم في أشباه الموصلات منذ عام 1987. وتزود اليابان 26% من الواردات الأمريكية من الغاليوم، و 21%، وألمانيا 19%، إلى جانب العديد من الموردين الصغار.
وعلى صعيد معدن التنغستن، الحيوي في صناعة الرصاص والقذائف الخارقة للدروع، تحتاج أمريكا إلى ثلاث سنوات لإنشاء منجم جديد للتنغستن في ولاية نيفادا، وفقًا لأوليفر فريسين، الرئيس التنفيذي لشركة "جارديان ميتال ريسورسز