بعد سقوط الأسد.. ما مصير الوجود الروسي في سوريا؟

بعد سقوط الأسد.. ما مصير الوجود الروسي في سوريا؟

يبدو أن الخريطة الروسية داخل منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا في سوريا ، ستشهد تغيرات ومفاجآت خلال الفترة المقبلة، بعد تراجع نفوذها مع سقوط نظام بشار الأسد، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات حول خطط موسكو بشأن دمشق في المرحلة المقبلة.

 

 المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديميتري بيسكوف، قال إن العسكريين الروس في سوريا يقومون بكل ما هو ضروري لضمان أمن القواعد العسكرية، في إشارة إلى القاعدتين العسكريتين اللتين تملكهما موسكو في سوريا، وفقًا لِما نقلته وكالة "سبوتنيك".

 

وحول خطط الوجود الروسي العسكري في سوريا، قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، إنه من السابق لأوانه الحديث عن ذلك في الوقت الحالي، وإنه سيتم النقاش مع من سيتولى السلطة في سوريا.

 

 

وفي السياق، نقلت وكالة "تاس" الروسية عن مصدر في الكرملين، أن الفصائل السورية المعارضة قدمت لموسكو ضمانات أمنية بعدم التعرض للقواعد العسكرية الروسية في سوريا، وأن المسؤولين الروس على اتصال بممثلي الفصائل.

 

وأشار المصدر إلى أن قادة الفصائل المسلحة تكفلوا بضمان أمن القواعد العسكرية الروسية والمؤسسات الدبلوماسية في سوريا، وأكد أن روسيا حرصت دائمًا على "التسوية السياسية للأزمة السورية"، مضيفًا: "نُصرُّ على استئناف المحادثات بوساطة الأمم المتحدة".

 

ومع هذه التصريحات، قال خبراء إنه من الصعب التعرف على الخطط الروسية المقبلة بشأن سوريا، إلا أنهم أكدوا أن الدولة السورية بحاجة إلى الوجود الروسي كعامل مؤثر في الشرق الأوسط.

 

 

المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور سمير أيوب، قال إن الأحداث الأخيرة مع سقوط نظام بشار الأسد قد تؤثر في دور روسيا في سوريا، "لكن هذا لا يعني أن النفوذ الروسي يمكن أن يتأثر بشكل كبير".

 

وأكد أيوب في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن التأثير يمكن أن يكون بمستوى وضع روسيا في منطقة الشرق الأوسط، وأنه من الصعب أن تترك روسيا سوريا، خاصة أن لديها قاعدة عسكرية في حميميم، وقاعدة بحرية في طرطوس، تعتبر بوابة روسيا على البحر المتوسط".

 

وأكد: "لهذا السبب سوف تعمل روسيا كلَّ ما بوسعها لإبقاء علاقتها جيدة مع النظام الجديد في سوريا".

 

وأضاف الخبير في الشؤون الروسية أن هناك مصالح مشتركة بين الطرفين الروسي والسوري، وأن العلاقات التي كانت سائدة بين سوريا والاتحاد السوفيتي سابقًا ثم العلاقات بين روسيا وسوريا حاليًّا لا يمكن أن تنقطع بصورة مفاجِئة؛ لأن مصالح سوريا مرتبطة بشكل كبير مع روسيا.

 

وأوضح أن هناك علاقات اقتصادية وثقافية وتعليمية بين البلدين، لذلك يمكن أن تجد روسيا نافذة تستطيع من خلالها التعامل بشكل إيجابي مع النظام الجديد في سوريا.

 

وأشار أيوب إلى أن سوريا بحاجة إلى الوجود الروسي كعامل مؤثر في الشرق الأوسط، خاصة أن الأراضي السورية تتعرض اليوم لاحتلال من قبل إسرائيل.

وقال أيوب إن الولايات المتحدة تؤيد بشكل كامل ما تقوم به إسرائيل في الأراضي السورية، وهذا الأمر قد يحرج القادة الجدد في سوريا، لذلك فهم يجدون في روسيا داعمًا أساسيًّا لهم، وكذلك في مجلس الأمن والعلاقات الدولية.

 

وشدد على أن روسيا لن تتخلى عن وجودها في منطقة الشرق الأوسط ولا عن سوريا.

 

 وحذر المحلل السياسي من أنه "حال فشل الجماعات المسلحة في توحيد صفوفها وتشكيل نظام جديد في سوريا فقد تتحول سوريا إلى ليبيا جديدة".

 

وأشار إلى وجود نحو 20 فصيلًا مسلحًا في سوريا، من الصعب أن تتوحد تحت قيادة واحدة، لذلك أكد أن من مصلحة الدول المجاورة أن تكون سوريا مستقرة.

 

وقال إن المستفيد الوحيد مما يحدث الآن في سوريا هو ، "التي كما نراها قامت بعمليات واسعة ضد البنية التحتية العسكرية التي يمكن أن تشكل أي خطر عليها".

 

وخلص أيوب إلى أن من مصلحة دول الجوار استقرار سوريا حتى لا تتحول الجماعات المسلحة إلى خطر يهدد أمنها، خاصة أن هناك "جماعات إرهابية" من دول آسيا الوسطى ومن جمهوريات القوقاز.

 

من جانبه، قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، بسام البني، إنه من المبكر الحديث عن تراجع أو تقدم النفوذ الروسي في سوريا.

 

واستدرك بالقول "من الملاحظ أن روسيا فقدت حليفها الأساسي بسقوط نظام بشار الأسد وهي التي تخلت عنه مع إيران، ولو أرادت روسيا عدم سقوط النظام لكانت ضربت المعارضة المسلحة قبل وصولها إلى حلب. ولم يشارك الطيران الروسي في تحقيق هذا الهدف في أي هجمات ضد المسلحين".

 

وأشار الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن هذا الموقف الروسي يدل على أن هناك اتفاقًا دوليًّا على ما يبدو بأن هذا النظام السوري (نظام ) فقد كل ما يملكه من شرعية.

 

 

وأضاف البني أن "هناك شواهد قد تغير خريطة التعامل الروسي مع سوريا، وهي الحركة السياسية التي قام بها أحمد الشرع ( زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني) برفع أعلام الثورة وليس الأعلام السوداء، وهذا يدل على أن سوريا تريد الحفاظ على الدولة وليس النظام".

 

وأكد المحلل السياسي أن روسيا تنتظر ملامح النظام السوري الجديد الذي سيتشكل، وأنه من الصعب الحكم على المستقبل، ولكن روسيا أكدت في تصريحات سابقة أنها تدعم الدول وليس الأشخاص 

إرم نيوز