مع تدمير إسرائيل 20 موقعاً.. ما خفايا "المخابرات الجوية" في سوريا؟

مع تدمير إسرائيل 20 موقعاً.. ما خفايا "المخابرات الجوية" في سوريا؟

طوال سنوات حكم عائلة الأسد ، شكل جهاز "المخابرات الجوية" مصدرًا للرعب بين السوريين، نتيجة أحاديث من حالفهم الحظ وغادروا هذه المعتقلات، بعد توقيفهم فيها.

 

ولأول مرة في التاريخ، دخلت كاميرات الصحافة فروع "المخابرات الجوية"، ووثقت كثيرًا من "الفظائع".

 

ورغم الأحاديث الكثيرة عن هذه الفروع الأمنية، فإن كثيرًا من الخفايا ظلّت تحيط بها، إلى أن سقط نظام بشار الأسد على يد المعارضة.

 

والسبت، قال الجيش الإسرائيلي إنه "دمّر 20 موقعًا" تتبع لهذا الجهاز، بالتزامن مع الإعلان عن تدمير العديد من المنشآت العسكرية والأمنية المرتبطة بالنظام السابق.

تتجاوز اسمها

ورغم تسميتها، فإن "المخابرات الجوية" تجاوز عملها الغاية الأساسية التي أُنشئت من أجلها، إذ ارتبط اسمها بقمع المعارضين لنظام البعث أولًا، ثم نظام عائلة الأسد.

 

وأُسس هذا الجهاز العام 1963، بعد انقلاب حزب البعث وسيطرته على الحكم في سوريا، لتتطور مهامه القمعية مع الزمن.

 

وهو واحد من بين 4 أجهزة استخباراتية رئيسة أخرى في سوريا، هي إدارة المخابرات العامة وشعبة الأمن السياسي وشعبة الاستخبارات العسكرية.

 

ويُنظر إلى "المخابرات الجوية" على نطاق واسع بين السوريين، على أنها الجهاز "الأخطر" على المعارضين من بين الأجهزة الاستخبارية في بلادهم.

 

ومنذ نشأتها، ساهمت "المخابرات الجوية" بقمع الحركات الاحتجاجية كافة في سوريا، وصولًا إلى موجة الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت عام 2011.

"التعذيب الأقسى"

وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن "المخابرات الجوية" تجري داخل فروعها "أقسى عمليات التعذيب" بحق المعتقلين.

 

والاثنين، وجهت وزارة العدل الأمريكية، اتهامات إلى مسؤولَين في "المخابرات الجوية" بارتكابهما "جرائم حرب".

 

وبحسب بيان أصدرته الوزارة، ورد في لائحة الاتهام اسم رئيس إدارة المخابرات الجوية السورية السابق جميل حسن، ورئيس فرع التحقيق في الجهاز ذاته عبد السلام محمود.

 

وذكر البيان أن "حسن ومحمود كانا يشرفان على مراكز الاعتقال في مطار المزة العسكري بدمشق، ويقودان العمليات هناك".

 

وبحسب بيانات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، تعرض آلاف من السوريين خلال حكم نظام الأسد، لعمليات تعذيب بوسائل شتى بلغت 72 وسيلة في أكثر من 50 سجنًا ومركز اعتقال.

 

وذكرت الشبكة، أن قوات النظام اعتقلت ما لا يقل عن 1.2 مليون سوري، وأخضعتهم لمختلف أنواع التعذيب طوال فترة الحرب الأهلية.

شهادات قاسية

وما إن سقط النظام السوري، حتى وثّقت العدسات المعتقلات التابعة لـ"المخابرات الجوية".

 

وأظهرت الصور، الزنازين الانفرادية الضيقة داخل سجون الجهاز والظروف القاسية التي كان يعانيها السجناء.

 

ومن داخل زنزانة، نقل أحد النشطاء شهادته حول فترة اعتقاله داخل سجن يتبع "المخابرات الجوية"، وروى بعضًا من التفاصيل حول الفترة التي قضاها معتقلًا.

 

 

ولم يتمالك معتقل سابق آخر نفسه، فأجهش باكيًا وهو يروي ما حدث معه في أثناء فترة سجنه داخل "المخابرات الجوية".

 

وانتشر الفيديو على نطاق واسع، وعدَّ دليلًا على مدى قسوة ما عايشه المعتقلين داخل هذا الجهاز. 

إرم نيوز