ليلة العسكرة مع درع الوطن
سهني صديق وقال إنه سيعسكرني في درع الوطن، وفي تلك الليلة أمسيت أحسب الصرف، ودخلت على كل المواقع لأعرف كم الصرف، وبدأت الحسبة من أول شهر، وبعد ذلك حسبت حق سنة، ناهيكم عن الصرفة اليومية التي سأعمل لها جيب داخلي تحت السروال العسكري، وبايقع كل يوم أربعة ألف، ونهاية الشهر حبتين من الأزرق التي ترد الروح.
نسيت أحلامي تلك التي كانت منصبة في الحصول على الدكتوراة، وانصبت أحلامي في الجندية للدفاع عن النفس من المذلة والمهانة على أبواب التجار، والتسكع في المستشفيات الحكومية التي لا تقدم لك إلا مقابلة الطبيب الذي يسجل لك ورقة من الأدوية وعليك بالصيدلية الخارجية.
لم أنم ليلتي تلك، وأمسيت في ليلة الربوع وهي ليلة الثلاثاء، ولكن صاحبي دق على الوتر الحساس، ورسمت أحلامي في عمرة وحج، وأشياء أخرى لا داعي لذكرها حفاظًا على استمرار الحياة.
المهم لكم قام ابني وأمامي دفتر وبيدي قلم، وقال والله ذكرتني يا حاج لما كنت في المدرسة أحل تمارين الضرب والقسمة، وقال: أيش معك؟ قلت له: الخير جاي، باتتنعموا، وبايقع كل يوم صيد ودجاج والجمعة لحمة.
ضحك وقال: يا والد كنت تقول لنا هذا الكلام عندما كنت تحضر الدكتوراة، وحصلت الدكتوراة ولا شفنا وصلة صيد ولا حتى ربع دجاجة، والآن قدك تمنينا بالعسكرة مع درع الوطن، نم، نم يا حاج باتفوتك صلاة الفجر وأنت تحسب.
المهم لكم أعطانيها بين امعيون، ونكش علي أحلام الدكتوراة، ودقيته بالمخدة وقلت له: نم أيش عرفك بدرع الوطن، هذه حبتين زرقاء عندما تصرفها تقول إنك سكبت كيس رز، يعني فلوس بلا بصر.
ولكنه قال: قدك كنت تقول لنا: باستلم ألف دولار، وكل واحد منكم بايكون مصروفه ألف، ولا عاد شفنا ألف ولا مئة، هنا عطفت أوراقي، وطفيت السراج ونمت وأنا مفتح.