هل سيستمر تجاهل الحكومة لإضراب المعلمين؟
زمان وعادني كنت أحبو كنت أسمع عن فئة من المجتمع يحق لها الدراسة وأولاد الفقراء لا يحق لهم الدراسة، وكنت أسمع هذا الكلام وأقول مش معقول هذا الكلام.
اليوم عادت تلك الأيام في ثوبها الجديد فأولاد فئة من المجتمع يدرسون في مدارس خاصة وباللغة الإنجليزية والفرنسية وأولاد الفقراء والمساكين ماسكين القرقاعة ويدورون في الشوارع يقرقعون بها، والقرقاعة كرتان من البلاستيك القوي يحركهما الأطفال بواسطة خيط وتحدث صوتًا مزعجًا، ويظلوا على هذا الحال لعلهم يسمعون الحكومة بأنهم يتقدمون نحو الجهل بسرعة، وكلما سألت أحدهم لماذا لا تذهبون إلى المدرسة قالوا إضراط، فأحاول أصحح لهم المصطلح، وأقول: قولوا: إضراب، فيقولون وهم يضحكون: قده إضراط من صدق، فقط سيعطلون علينا الدراسة ثم يعودون للتدريس ولن يحققوا أي نتائج، فقط الدراسة في المدارس الخاصة، فأقول لهم: ولماذا لا تذهبون للدراسة في مدارس خاصة؟ فيقولون: المدارس الخاصة تشتي فلوس كثيرة.
حقيقة لقد استخفت الحكومة بالمعلم، فهو في نظرها مجرد كشكول يذهب ويعود، وإن أضرب عاد مرة أخرى، عاد ولم يحقق لنفسه أي شيء.
مشى التلاميذ أولاد الفقراء من أمامي وهم يرددون: إضراط إضراط، كتمت ضحكة، وذهبت وأنا أردد: والله إضراط من صدق، فتعجبت كيف يصبر أولياء أمور التلاميذ الفقراء على هذا الوضع، وعدت وقلت في نفسي: أكيد أن عندهم ثقة أن المعلمين سيعودون للتدريس من جديد ومن غير أن يحققوا أي مطلب من مطالبهم، فإلى متى ستستمر الحكومة في تجاهل إضراب المعلمين؟