نحن أرباب الصبر المزعج

تبقى الحقائق نكرة اذا لم يصاحبها الدليل ..

ونحن دليل كل الحقائق ..
مهما أراد الباغي شيم الكرام ، بنسب الطائي ، ومهما تسيس جهل الكلام ، وساد فينا حكم الطوائف ، ستبقى الأصول دليل الحقيقة ويكشف الواقع سلوك اللمم ..

فالحقائق الكونية فقط هي المسلّم بها ، أما التصنع والتظاهر فهو صراع التضاد الداخلي ، الذي ينتجه الشعور بالنقص ..

فيا ايها المطففين الذين  أكتالوا علينا ستخسرون ، فنحن التبابعة ، نحن ذلك الشعب الذي وقف على حدود باريس ، واشعل الانوار في الأندلس ، نحن عبدالرحمن الغافقي ، ومحمد ابن أبي عامر ، وموسى بن نصير ، وكفى بنا حسباً وبأسا ، بأننا الأوس والخزرج ، ومن اختارنا الله واجتبانا ، للمصطفى اللوذ والمخرج ..
نحن سليل هؤلاء ، هم جذعنا ونحن الثمر ، وهل يتكرر الجذع إلا من نفس الثمر ؟.

تذكروا ياعباقرة المحن وخبراء الأزمات ، أن كل ما لدينا ليس صبر فحسب ، بل  آلية تعايش تنطلق من قلوب ثائرة تعرف الله جيداً ، وتستمد الصلابة من كثرة السجود ..

قد نعاني مانعاني ، وربما لا نملك الزاد الكافي ، لكننا نمتلك القناعة التي نترفع بها رغم ذلك الرمق الذي  لاينسجم مع رغيف عيشنا ، ولهذا لانرى الجوع سبباً للسقوط ، فنحن متخمون من شم الانوف ، ورفع الجبين .

-من انتم؟ - نحن شعب  تجاوز حد الالم ، تجاوز العوز ، منذ الأزل وحتى الابد ، نحن من اتخذ التغشف قانون حياة ، خرجنا جموع وحشدنا المسيرات ودعونا إليه وهتفنا ( تخفيض الراتب واجب ) لأننا ايقنا أن الرفاهية والترف هي كرامة نكتسبها من سيادة وطن ..

فاعلموا أن شتاتنا بيت العنكبوت ، فلا تركنوا إلى جدار شتاتنا ، فإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت .. فتيقنوا بل آمنوا أن صبرنا قد وصل منتهاه ، وسيل ضيمكم واسرافكم في الغي ، قد بلغ زباه .
فلا تنسوا ، وان تناسيتم ان هذا الشعب جسد واحد ، فلا يغرنكم احكامكم القيد في قدميه ، فربما يرهق كاهل القدمين وقوف الجسد ، اوعساها تشتاق يوماً لصوت الخطى ، فتثور السواعد لكسر القيود ، ولابد للقيد أن ينكسر وتلكم النهاية .
فحينها ولات ساعة مندم ..
وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون 

وحينها حلت نفسها ياسيد ..!