المعلم في اليمن .. بين المرض والتهميش

حين يمرض المعلم بمرض مزمن، يجد نفسه أمام خيارين أحلاهما مُر إما أن ينفق راتبه الهزيل بالكامل على العلاج، أو يغرق في الديون التي لا يعلم كيف سيسددها، والسبب؟ لا يوجد تأمين صحي للمعلمين، ولا راتب كبير ولا دعم حكومي يخفف عنهم معاناتهم.

كيف يمكن لوطن أن يتقدم وهو يهمل من يربي الأجيال ويصنع العقول؟ في كل دول العالم، يُمنح المعلم مكانته المستحقة، توفر له الحكومات التأمين الصحي، والرواتب المحترمة، والحوافز التي تعينه على أداء رسالته. أما في بلادنا، فالمعلم بعد 28 عاماً من الخدمة، يتقاضى ما يعادل 50 دولاراً أو أقل منها.

كم من معلم أفنى حياته في التعليم، وعندما احتاج للعلاج، لم يجد من يقف معه؟ كم من معلم اضطر لبيع ممتلكاته أو استدانة الملايين ليستعيد صحته؟ وعندما يطرق أبواب الحكومة، يجدها مغلقة في وجهه!

إذا كان المعلم، وهو أساس كل نهضة، يعيش في هذا الظلم، فكيف ننتظر تعليماً جيداً؟ كيف نرجو جيلاً واعياً ومثقفاً؟ إن إهمال المعلم هو إهمال لمستقبل الوطن، وستكون العواقب وخيمة على الجميع.

أيها المسؤولون، عندما تسافرون إلى الدول الأخرى، هل تكتفون بالسياحة أم تنظرون كيف تُقدّر تلك الدول معلميها؟ هل تستفيدون من تجاربهم، أم تعودون وكأن شيئاً لم يكن؟

إلى معلمينا الأوفياء، صبرتم صبر أيوب، لكن إلى متى؟ الوطن بحاجة إليكم، لكنكم بحاجة لوطن يحتضنكم ويرد لكم ولو جزءاً من جميلكم. فإن استمر الحال على ما هو عليه، فلن يكون المستقبل إلا أكثر ظلمة وجهلاً.

أنقذوا_المعلم
على الاقل توفير التامين الصحي للمعلم 
د/توفيق السالمي