النار تمتد من سوريا إلى لبنان والجيش يتدخل .. تقرير يُبيّن ما يحدث على الحدود..؟

النار تمتد من سوريا إلى لبنان والجيش يتدخل .. تقرير يُبيّن ما يحدث على الحدود..؟

(أبين الآن) متابعات

لم تكد الجبهة الجنوبية للبنان تهدأ بعد الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، حتى اندلعت مواجهات جديدة في الجبهة الشمالية الشرقية على الحدود مع سوريا، حيث شهدت المنطقة تصعيدًا أمنيًا خطيرًا خلال الأيام الماضية.

نشبت اشتباكات عنيفة بين قوات تابعة للإدارة السورية الجديدة ومسلحين من بعض العشائر اللبنانية، مما أدى إلى انتقال النيران من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية، مما دفع الجيش اللبناني للتدخل.

بدأت هذه المواجهات عقب قرار الأمن العام السوري يوم الخميس الماضي تنفيذ عمليات واسعة لمكافحة تهريب المخدرات وتفكيك معامل الكبتاغون، حسبما أفاد المحامي نبيل الحلبي المتخصص في القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وأشار الحلبي إلى أن العمليات شملت مداهمات في مناطق عدة داخل سوريا، وخصوصاً في قرى ريف حمص الغربي، مثل حاويك وجرماش وهيت، التي كانت تُعتبر مراكز رئيسية لتهريب المخدرات. وأوضح أن هذه القرى كانت تخضع لسيطرة حزب الله اللبناني، وتمتد من القصير السورية إلى منطقة الهرمل اللبنانية، حيث تضم عائلات لبنانية تعود لعشائر الهرمل مثل زعيتر، نون، وجعفر.

وأضاف الحلبي أن الاشتباكات اندلعت أثناء تفكيك مستودعات المخدرات، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى وأسرى من الطرفين، وتلتها عملية تبادل، وأكد أن هذه المناطق كانت تُستخدم أيضًا كخط آمن لتهريب عناصر النظام السوري السابق إلى لبنان، بما في ذلك عناصر الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد.

في سياق التصعيد أجرى الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون اتصالاً مع الرئيس السوري أحمد الشرع، بهدف التنسيق لضبط الوضع على الحدود ومنع استهداف المدنيين.

صراع على النفوذ

وفقًا للدكتور هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، فإن ما يحدث على الحدود اللبنانية-السورية ليس مجرد خلفية سياسية، بل هو صراع على النفوذ يحمل أبعادًا طائفية، وأضاف أن هناك عدة بلدات سورية على الحدود يقطنها لبنانيون من الطائفة الشيعية، وعندما تحركت هيئة تحرير الشام للسيطرة على تلك القرى، اندلعت المواجهات.

من جهة أخرى رأى العميد المتقاعد يعرب صخر أن الأحداث تعكس عزم الإدارة السورية على محاربة فلول النظام السوري وحزب الله الذين يستخدمون العشائر كستار لمحاولاتهم إعادة تأسيس خلاياهم، ودعا صخر إلى تجريد هذه العشائر من سلاحها، تنفيذًا للقرارين الدوليين 1701 و1559.

وأشار الحلبي إلى أن حمل العشائر للسلاح يعود إلى جذور تاريخية، ولكن الوضع تفاقم مع ظهور حزب الله الذي قدم لها الغطاء والدعم، مما جعلها تمتلك أسلحة ثقيلة، ولفت إلى انتشار مقاطع فيديو تظهر نقل آليات عسكرية ثقيلة من سوريا إلى لبنان، في حين يواجه الجيش اللبناني قيودًا سياسية تمنعه من التصدي لهذه العصابات.

وكشف عن دعم الجيش السوري لعمليات الأمن العام ضد تلك العصابات، حيث نجح في السيطرة على القرى الحدودية، وفي خضم ذلك استخدم المسلحون الراجمات والمدفعية من منطقة الهرمل لقصف الأراضي السورية، مما أدى إلى رد الجيش السوري على مصادر النيران، وقد سقط أحد صواريخه على نقطة تابعة للجيش اللبناني الذي أصدر بيانًا توضيحيًا يؤكد تحركاته العسكرية.

كما أكد الجيش اللبناني بناءً على توجيهات رئيس الجمهورية، أنه أمر الوحدات المنتشرة على الحدود الشمالية والشرقية بالرد على مصادر النيران التي تستهدف الأراضي اللبنانية باستخدام الأسلحة المناسبة.