من لا يرفعه عمله لن ينفعه نسبه

بقلم: منصور بلعيدي_

يقول الله جل في علاه: *"وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين"* (آل عمران: 133).

التفاخر بالأنساب والأحساب لا يغني الإنسان شيئاً يوم الحساب. فمن لم يرفعه عمله لن ينفعه نسبه يوم يقوم الأشهاد.

لو انتفع أحد بنسبه لكان أبو لهب عم النبي ﷺ، ولكنه دخل النار ولم يشفع له نسبه لأن عمله كان سيئاً. فالقرشيون عريقو النسب الذين دخلوا النار إنما دخلوها بسوء أعمالهم، والمجاهيل والمساكين الذين دخلوا الجنة إنما دخلوها بحسن أعمالهم بعد أن تغمدتهم رحمة الله تعالى.

قال النبيُّ ﷺ يوماً: *"يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنكِ من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله اعملي فإني لا أغني عنكِ من الله شيئاً، يا عباس عمَّ رسول الله اعملْ فإني لا أغني عنكَ من اللهِ شيئاً. لا يأتوني الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم."*

وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: *"مثل المؤمنين في تراحُمِهِمْ وتوادِّهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجسد، إذا اشتكى عضو تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحُمَّى."*

وقال تعالى: *"إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ"* (الحجرات: 10)، وقال تعالى: *"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ"* (الأنبياء: 92).

أن يُحبُّ الإنسان أصله وقومه هذا شيء، وأن يعتقد أنه أفضل من الناس بسبب أصله وقومه فذلك شيء آخر. فالأولى من المروءة، والثانية من الجاهلية.

فعلينا أن نبادر بالأعمال الصالحات ونسارع ونتسابق إليها كونها سبباً لدخول صاحبها الجنة ولا نتكئ على النسب والمكانة الاجتماعية في الدنيا فإنها لا وزن لها في الآخرة. *"يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"* (الشعراء: 88-89)، *"يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه"* (عبس: 34-36).

لو كان الولاء للقبيلة ما قاتل قريشاً... ولو كان الولاء للعائلة ما تبرأ من أبي لهب... 
ولو كان الولاء للأرض ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة...
ولكنها العقيدة ياسادة. .