اللواء الركن أحمد سيف اليافعي.. رمز التضحية والصمود في جبهة الساحل الغربي
في مثل هذا اليوم، قبل ثماني سنوات، فقدت الأمة العربية والإسلامية والشعب الجنوبي أجمع، أحد أبرز قادتها العسكريين الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن وللقضية العادلة. اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، رئيس هيئة الأركان في جبهة الساحل الغربي، كان رمزًا للتضحية والصمود، وقائدًا ملهمًا ترك بصمته الواضحة في ساحات القتال، حيث كان يجسد معاني الشجاعة والإخلاص والتفاني في الدفاع عن الأرض والعرض.
النشأة والمسيرة العسكرية
وُلد أحمد سيف اليافعي في بيئة جنوبية عربية أصيلة، تربى على قيم الشرف والكرامة والدفاع عن المظلومين. منذ صغره، كان يتمتع بروح قيادية ووعي عميق بقضايا أمته، مما دفعه إلى الانخراط في المجال العسكري، حيث تدرج في الرتب العسكرية بجدارة واستحقاق، حتى وصل إلى منصب رئيس هيئة الأركان في جبهة الساحل الغربي. كانت مسيرته العسكرية حافلة بالإنجازات والتضحيات، حيث شارك في العديد من المعارك التي أثبتت قدرته القيادية وحنكته العسكرية.
الدور البطولي في جبهة الساحل الغربي
في جبهة الساحل الغربي، كان اللواء أحمد سيف اليافعي أحد الأعمدة الرئيسية التي ارتكزت عليها المقاومة. قاد قواته ببسالة نادرة في معارك شرسة ضد قوى الظلام والعدوان الحوثي، حيث كان يعتبر أن النصر ليس مجرد تحقيق مكاسب عسكرية، بل هو أيضًا حماية للشعب والمبادئ التي يؤمن بها. كان يؤمن بأن القضية العادلة لا يمكن أن تموت طالما هناك رجال مستعدون للتضحية بأرواحهم من أجلها.
في معركة المخا، التي كانت واحدة من أشرس المعارك التي خاضتها قوات المقاومة الجنوبية، برزت قيادة اليافعي كعنصر حاسم في تحقيق النصر. كان يقف في الصفوف الأمامية، يحفز جنوده ويرفع من معنوياتهم، مؤكدًا أن النصر هو ثمرة الإيمان والصبر والتضحية. لقد كان قائدًا لا يعرف الخوف، ولا يتردد في تقديم كل ما يملك من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للجبهة.
التضحية والشهادة
في الذكرى الثامنة لاستشهاده، نستذكر اللواء أحمد سيف اليافعي ليس فقط كقائد عسكري، بل كرمز للتضحية والإخلاص. لقد قدم روحه في سبيل قضية يؤمن بها، ولم يتردد في الوقوف في وجه العدوان رغم كل التحديات والمخاطر. كانت شهادته درسًا للجميع في أن القضية العادلة تستحق كل التضحيات، وأن الشهادة في سبيلها هي أعلى درجات الشرف.
لقد ترك اليافعي إرثًا عسكريًا وإنسانيًا كبيرًا، حيث كان يعتبر أن القائد الحقيقي هو الذي يشارك جنوده في كل تفاصيل المعركة، ويقدم نفسه قدوة لهم في الصبر والثبات. كان يؤمن بأن النصر لا يتحقق إلا بالتضامن والتكاتف بين القادة والجنود، وبين الشعب والمقاومة.
إرث خالد
اليوم، وبعد ثماني سنوات على استشهاده، لا يزال اسم اللواء أحمد سيف اليافعي يتردد في أوساط المقاومة والشعب اليمني كرمز للبطولة والتضحية. لقد كان قائدًا ملهمًا، ترك وراءه إرثًا من الصمود والإصرار، وأثبت أن القضية العادلة لا تموت بموت الأفراد، بل تبقى حية في قلوب الأحرار.
في ذكرى استشهاده، نحيي روح هذا البطل الذي ضحى بكل ما يملك من أجل الدفاع عن الأرض والعرض. لقد كان مثالًا للقائد الذي يعيش من أجل قضيته، ويموت من أجلها، تاركًا وراءه دروسًا في الشجاعة والإخلاص ستظل تُدرس للأجيال القادمة.
رحم الله اللواء الركن أحمد سيف اليافعي، وأسكنه فسيح جناته، وجعل شهادته نورًا يضيء طريق الأحرار في مواصلة النضال من أجل الحرية والكرامة.