عش واعطي كل لحظة حقها
بقلم: موسى المليكي.
من خلال هذا التصالح مع الذات في أوقات الألم، تصبح أكثر عمقًا وفهمًا ورشدًا، وأكثر توازنًا، وأكثر إيمانًا بقدرتك على النهوض مهما كانت الظروف. تعلم أن الحياة ليست عن الظهور في أفضل حالاتك دائمًا، بل في قدرتك على النهوض بعد كل سقوط لتجد السلام الداخلي الذي تبحث عنه.
إذن، دع تلك اللحظات من الضعف تكون فرصة، فرصة لاكتشاف ذاتك الحقيقية، وإعادة تشكيلها لتكون أكثر قوة وحكمة. ستجد نفسك في النهاية أقوى من أي وقت مضى، لأنك كنت صريحًا مع نفسك، وواجهت كل شيء بشجاعة، وقررت أن تكتب قصة جديدة من الإيمان بالذات وبالنفس.
وفي النهاية، تذكر أن كل لحظة ضعف تمر بها ليست إلا خطوة في طريق قوتك. كل سقوط هو درس، وكل دمعة هي نقطة نور ترشدك نحو نفسك الحقيقية. لا تخشَ مواجهة ذاتك، ولا تهرب من تلك اللحظات التي تبدو فيها هشًا، فالهشاشة ليست ضعفًا، بل فرصة لإعادة البناء على أُسس أقوى كن أنت الكاتب الحقيقي لقصة حياتك، لا تجعل الظروف أو مخاوفك تكتبها نيابةً عنك. انهض، قاوم، استمر، واصنع من كل ألم نقطة جديدة لإنطلاقة وبداية جديدة، وصنع من كل تجربة درسًا، ومن كل مواجهة انتصارًا. أنت أقوى مما تظن، وأقدر مما تتخيل. فقط امنح نفسك الفرصة لتكتشف ذلك، وسترى كيف تتحول الحياة إلى رحلة تستحق أن تُعاش بكل تفاصيلها.
أنت أجمل مما تظن، وحياتك أفضل مما تظن وأفضل من الكثير فلا تقف عاجزًا لظرف أو موقف عابرًا يفسد عليك حياتك.
فكن ممتن لكل لحظةً تعيشها، وعش واعطي كل لحظةً حقهامن أفضل الأوقات التي قد يتصالح فيها المرء مع ذاته، هي تلك اللحظات التي يمر فيها بحالة من الضعف أو الحزن أو عندما تتراكم عليه الكثير من الأشياء. ففي تلك اللحظات، يصبح المرء أكثر صدقًا مع نفسه، أكثر وضوحًا في مشاعره، وأقدر على النظر إلى دواخله بعيون غير محكومة بالخوف أو الكبرياء أو التهرب من الحقائق في هذه الحالات وإنما هي أوقاتًا للمواجهة والصراحة مع الذات بعيدًا عن التظاهر والتصنع بالقوة. تكون هذه اللحظات بمثابة فرصة نادرة لإعادة النظر في كل شيء، في النفس وفي الحياة.
ومن أكثر اللحظات التي قد تعيشها بصراحة وصدق بكل ما عليك وبكل ما تحمل من أعباء
عندما تمر بتلك الفترات المظلمة، نعم قد تشعر وكأنك في مواجهة مع عدو غير مرئي، عدو يُسمى "الحزن" أو "الضعف" أو " أنت " ، ولكنه في الحقيقة ليس عدوًا على الإطلاق. بل هو الطريق الذي يقودك نحو النمو والتطور والتحسن والتغير. هنا، في هذا الفراغ الذي قد تشعر به، تظهر القوة الحقيقية. ففي أوقات الضعف حقًا، نكتشف أنفسنا بأدق تفاصيلها، نتعرف على ما يخيفنا، ما الذي يؤلمنا، وما الذي يحتاج إلى علاج. لكي نكون أفضل مما كنا عليه هذه هي اللحظات التي تجعلك قادرًا على إعادة بناء نفسك من جديد. عندما تكون في أدنى وأضعف حالاتك، عندها تجد أن لديك قدرة هائلة على الانبعاث، على تحويل الألم إلى أمل إلى طاقة إيجابية. هذه اللحظات تمنحك الفرصة لتكون أنت الذي تريد أن تكون عليه وليس كما يُريد الآخرين.
لتتحدى معتقداتك القديمة التي رسمتها في مخيلتك وخوفك مماذا سيقولون، لتعيد تشكيل رؤيتك للعالم ولنفسك. ستكتشف جزءًا منك لم تكن تعرفه من قبل، شخصية جديدة قد تنبثق منك بطريقة تفاجئك أنت قبل أن تفاجئ الآخرين،قد تجد نفسك في تلك اللحظات تبني لنفسك قصة جديدة، ولكنك لا تعلم إنها القصة التي ستُغيرك وتتطورك وتجعل منك شخصًا متزن شخصًا فريدًا بذاته بإسلوبه بعيدًا عن آراء الآخرين وبعيدًا عن تلك الشخصية الضعيفة.
لتظهر لك هذه الشخصية القوة كل ما أنت تجهله من مواطن ضعفك ومواطن قوتك، قصة جديدة تكتبها تكتبها بيدك دون الحاجة إلى التأثر بماضيك أو بما اعتدت عليه في تلك الأوقات، تصبح مرنًا وقادرًا على الوقوف بعد كل سقطة والتكيف مع جميع حالاتك بكل ما عليها. وهكذا، تبدأ رحلتك نحو اكتشاف ذاتك وتقديرها.