الأرنب الغبي 2
لبس الأرنب الجديد ، ووضع على نطاق خصره الحديد ، وفي يده مذكرة ، يدون فيها أولويات الحكم الرشيد . في هذه الأثناء دعا جمهور الأرانب إلى الاحتشاد في الميدان العام ، وصعد المنصة يخطب فيهم قائلا : إني قد وليت أمركم وأنا لست بخيركم ، وماعليكم إلا التفويض والبيعة ؛ لكي استطيع الارتقاء بأمركم ، وتحسين معيشتكم ، وإحداث نهضة تنموية في بلدكم ، فكان له ما أراد من جمهور الأرانب .
في اليوم التالي حضر الثعلب ، والأرنب متربع عرش الحكم ، استأذن فسمح له بالدخول ، جلس إلى جانب الأرنب ، بارك للأرنب هذا الانتصار العظيم ، وقال : لقد ارتقيت مرتقا صعبا ، وقطعت الشوط الأكبر والأخطر أيها الأرنب ، ابتسم الأرنب وأبدى سعادته الغامرة ، ثم توجه بالسؤال : هلا أخبرتني بالخطوة التالية أيها الثعلب الحكيم ؟ رد الثعلب : لقد تواصلت مع بعض الامبراطوريات الطامعة ، وكذلك مع بعض الأنظمة الداعمة ، وناقشت معهم قضيتك ، وطلبت منهم مساعدتك ، فأبدوا تفهمهم ، والرغبة في التعاون معك ، شريطة أن تمنحهم بعض الامتيازات ، وأن تطيعهم وتنفذ التعليمات .
قال الأرنب : اعلم أيها الثعلب أنني سأكون عند حسن ظنهم ، بل سوف أنفذ كل ما يجول بخواطرهم ، لكن ماذا تعني بمنحهم بعض الامتيازات ؟ رد الثعلب : أعني أن تتنازل عن الجزر التي تقع في البحار والمحيطات ، وعن بعض المؤسسات التي تدر عليك الإيرادات ، وكذلك يجب أن تنفصل تماما عن جمهور الأرانب ؛ إذ لم يعد لهم حاجة بعد أن بايعوك ونصبوك ، فضلا عن موالاتك من يوالون ، ومعاداتك من يعادون .
قال الأرنب : حسنا أيها الثعلب ، لكن من سيحميني من جمهور الأرانب إذا ماعلموا أنني في الأرض قد فرطت ، ومن السيادة قد انتقصت ، وعن قوتهم وكرامتهم قد تنازلت ؟ قال الثعلب : أيها الأرنب اللبيب لاتقلق من هذا الجانب ، فقد التزم الداعمون بحمايتك ، أنت والأقربين من أهلك ، قال الأرنب : إن كان الأمر كذلك فلا بأس في تنفيذ ماسردت أيها الثعلب الحكيم .