الاستاذ سامي السعيدي.. صوت العقل الاقتصادي في زمن الفوضى

في زمنٍ تختلط فيه الشعارات بالواقع وتضيع فيه الكفاءات بين الضجيج والمصالح، يبرز الاستاذ سامي السعيدي كأحد العقول الاقتصادية النادرة التي آمنت بأن بناء الدولة يبدأ من الاقتصاد لا من الخطابات. فالرجل الذي حمل على عاتقه مهمة إنعاش المؤسسة الاقتصادية اليمنية في الجمهورية اليمنية لم يتعامل مع المنصب بوصفه موقع نفوذ بل كميدان خدمة ومسؤولية وطنية.

يمتلك السعيدي رؤية استراتيجية تجمع بين الفكر الإداري الحديث وروح العمل الوطني، يقرأ الواقع بعين الخبير ويستشرف المستقبل بعقل المخطط، لا يؤمن بالمستحيل بل بالجهد والإصرار والنتائج الملموسة. عرف عنه حرصه على متابعة التفاصيل الصغيرة وإيمانه بأن نجاح أي مؤسسة يبدأ من احترام الوقت والانضباط وتقدير جهود العاملين فيها.

ما يميز هذا الرجل ليس فقط قدرته على إدارة الملفات الاقتصادية المعقدة بل إنسانيته العالية وتعامله الراقي مع الجميع. فهو لا يتعالى على أحد، يستمع ويناقش ويستفيد من آراء وخبرات من حوله مهما اختلفت مواقعهم، مؤمن بأن القيادة الحقيقية هي أن تكون قريبًا من الناس لا فوقهم.

ولعل أبرز ما جعل اسمه يلمع هو مواقفه الإنسانية التي لا يمكن حصرها، فحينما تتعثر الخطوات يكون أول من يمد يده، وحينما تتشابك الأزمات يكون أول من يواجهها بعقل بارد وقلب حار. كرمه وشهامته ليستا صفات عابرة بل سلوك يومي يعكس أصالة تربى عليها وإيمانًا بأن العطاء هو الطريق الأقصر نحو الخلود في قلوب الناس.

إن اليمن اليوم وهي تخوض معركة استعادة روحها الاقتصادية تحتاج إلى نماذج من طراز سامي السعيدي، أولئك الذين يجمعون بين العقل العملي والقلب الإنساني، بين الرؤية والخبرة، بين الوطنية والفعل الميداني. فالتاريخ لا يخلد من يكثرون الكلام بل من يتركون أثرًا في صمت وكرامة وإخلاص.