تصريحات الزبيدي.. وما الغريب في الأمر؟!

أدلى الأخ الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي بتصريح صحفي مثير للجدل حول إمكانية انضمام مناطق من تعز ومأرب إلى الجنوب، طبعًا برغبة من أبناء تلك المناطق.

وقد تركت تلك التصريحات ردود فعل مختلفة، خصوصًا في الشارع الجنوبي، ما بين مستهجنٍ لتلك التصريحات، وما بين من يرى أنها مجرد تصريحات سياسية وإعلامية الهدف منها خلط الأوراق على الأطراف الشمالية.

في حين يرى آخرون أن تلك التصريحات انطلقت وفقًا لرغبة دولية في جعل تلك المناطق خاضعةً لنظام فيدرالي خاص، كمناطق تتمتع بحكمٍ ذاتي في حال استمرار سيطرة الحوثي على الشمال واستحالة القضاء عليه.

لن نتطرق إلى التبعات السلبية على الجنوب في حال المضي قدمًا في تحقيق ذلك، فهي معروفة للجميع، وبالتالي فإن الحديث عنها سيطول ويتشعب، وقد تصبح الثورة التي قامت لاستعادة الجنوب دون جدوى ولا فائدة، بل وقد تكون هناك دعوات للقيام بثورة لتصحيح نتائج الثورة. غير أن الحديث عن ذلك لا يزال سابقًا لأوانه.

غير أن الرأي الأكثر غرابة في خضم هذا المشهد والجدل، هو الرأي الذي برز لبعض نخب وسكان تلك المناطق الشمالية المعنية بالأمر، كمأرب وتعز، حيث كنا نظن أن تصريحات الرئيس عيدروس تجاه مناطقهم ستواجه من قبلهم بالإدانة والاستنكار والرفض والاستهجان، غير أن ذلك لم يحدث، بل خرجوا ببيانات تأييد وترحيب، وكأن ذلك يُعد انتصارًا لهم ولقضيتهم مع استعادة الدولة والعاصمة صنعاء من ميليشيا الحوثي.

متخلّين عن مبادئ وثوابت الوحدة اليمنية وشعار "الوحدة أو الموت"، ورافعين عن كاهلهم كل ما لُقّنوه طيلة خمسةٍ وثلاثين عامًا من ذلك العهد الذي عاشوه منفردين ومستأثرين بالسلطة والثروة في عهد اتحاد اليمنين.

بل إنهم تناسوا هويتهم اليمنية، مستبشرين بهوية الجنوب العربي.

اللهم إنا نعوذ بك من شر هؤلاء القوم.