صحح عقيدتك.. حقيقة الأديان السماوية

تُعد فكرة "الأديان السماوية الثلاثة" من المصطلحات الشائعة، لكنها في الحقيقة تحتاج إلى تدقيق وإعادة نظر. فالإسلام يُوضح لنا أن الدين عند الله واحد، وهو الإسلام، كما جاء في قوله تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" (آل عمران: 19).

اليهودية والنصرانية: شرائع وليست ديانات
اليهودية والنصرانية ليستا "ديانات" بحد ذاتهما، بل هما شرائع أنزلها الله على أنبيائه، ضمن الدين الواحد وهو الإسلام. هذا ما أكده الله تعالى في قوله: "لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا (المائدة: 48)، حيث تشير الآية إلى أن الشرائع قد تختلف من أمة إلى أخرى، بينما يبقى الدين واحداً.

مصدر التسمية:
-اليهود والنصارى هم من سموا أنفسهم بهذه الأسماء، كما قال الله تعالى: "وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ" (المائدة: 14)، و"وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا" (البقرة: 135).
-لم يُسمِّ الله سبحانه اليهودية أو النصرانية كديانات، بل وصفها كشرائع سماوية أُرسلت لأقوام محددة في زمانها.

دين الأنبياء: الإسلام
جميع الأنبياء جاءوا بدعوة واحدة وهي الإسلام، وقد صرّح بذلك العديد من الأنبياء في القرآن الكريم:
1.نبي الله نوح : قال: "وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (يونس: 72).
2.نبي الله إبراهيم : قال لبنيه: "فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسْلِمُونَ" (البقرة: 132).
3.نبي الله يوسف : دعا ربه قائلاً: "تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ" (يوسف: 101).
4.نبي الله موسى : قال: إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ" (يونس: 84).
5.نبي الله عيسى : خاطب الحواريين قائلاً: "وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ" (آل عمران: 52).

حتى فرعون، حين أدركه الغرق، قال: "وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ" (يونس: 90)، ولم يقل "وأنا من اليهود".

الآية الجامعة:
القرآن الكريم يُجمع على حقيقة الدين الواحد في قوله تعالى: "قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" (البقرة: 136).

خاتمة:
خاتم النبيين والمرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، جاء بالشريعة الإسلامية مكملة لما سبقها من الشرائع، داعياً إلى الدين الواحد، الإسلام. كل من آمن بالله وبأنبيائه وأدى ما أمر به فهو مسلم، خاضع ومستسلم لله تعالى.

لذا، علينا أن ندرك أن الإسلام هو الدين الحق الذي يجمع كل الأنبياء والرسل، بينما اليهودية والنصرانية هي شرائع سماوية نزلت في أزمان محددة. فصحح عقيدتك وافهم أن الدين عند الله هو الإسلام، ودعونا ننشر هذه الحقائق لكل من يجهلها.