كسوة العيد بين الغلاء وضيق الحال.. فرحة مسروقة أم أمل متجدد؟

العيد… تلك اللحظات التي ننتظرها بشغف، نحلم بفرحة الأطفال، بثيابهم الجديدة وضحكاتهم التي تملأ الأجواء بهجة.

لكن كيف تكون الفرحة ممكنة حين يصبح شراء كسوة العيد عبئًا أثقل من قدرتنا؟ كيف نواجه أعين أطفالنا وهي تتأمل واجهات المحلات، تترقب فرحة لن تأتي لأن الأسعار باتت فوق متناول أيدينا؟

الغلاء يحاصر فرحة العيد

في كل عام، كنا ننتظر موسم العيد لنعيش طقوسه الجميلة، نخطط لاختيار الملابس، نفاضل بين الألوان والتصاميم، نمنح أطفالنا تلك اللحظة السحرية التي ينامون فيها وأعينهم تلمع انتظارًا لصباح مختلف. لكن اليوم، تغير المشهد، لم يعد الاختيار رفاهية، بل بات الأمر أقرب إلى معركة مرهقة بين الضرورات والأسعار التي لا ترحم.

كل شيء تضاعف سعره، من الملابس إلى الأحذية، حتى أبسط الأشياء التي كانت فيما مضى في متناول الجميع أصبحت بعيدة عن متناول اليد. تذهب إلى السوق، تقف أمام القطع البسيطة، ثم تسأل عن السعر فتشعر وكأن الأرقام لم تعد كما كانت.

تسأل نفسك: متى أصبح شراء ثوب لطفل صغير مكلفًا إلى هذا الحد؟

الرواتب المتأخرة… وحسابات العيد المؤجلة

وكأن غلاء الأسعار ليس كافيًا، تأتي أزمة تأخر الرواتب لتزيد المعاناة.

ماذا يمكن أن تفعل حين يكون كل ما تملكه لا يكفي حتى لسد الحاجات الأساسية؟ كيف تقسم القليل على متطلبات كثيرة؟

العيد بالنسبة للأطفال يعني فرحة غير مشروطة، لكن بالنسبة لنا، أصبح يعني حسابات مرهقة، محاولات للمواءمة بين ما نريده وما نستطيع توفيره.

نبحث عن البدائل، نفكر في إعادة تدوير الملابس القديمة، نحاول شراء ما يمكن تحمله من الأسواق الشعبية، لكن حتى هذه الخيارات لم تعد كما كانت. الأسعار تتصاعد، والراتب متأخر، والصرف يزداد جنونًا، فأين المفر؟

هل ضاعت فرحة العيد؟

لا… لن نسمح بذلك.

ربما لا نستطيع شراء أغلى الثياب، وربما نضطر لتأجيل بعض الأحلام، لكننا لن نسمح بأن يُسرق العيد من قلوب أطفالنا.

الفرحة ليست في الماركات الغالية ولا في الأقمشة الفاخرة، الفرحة في أن يشعر الطفل أنه محاط بالحب، أن يجد لحظة سعادة خالصة لا يعكرها قلقنا المتزايد.

سنبتكر طرقًا، سنعيد تدوير الفرحة كما نعيد تدوير الملابس، سنحاول أن نصنع من القليل أملًا كبيرًا.

العيد ليس مجرد ثوب جديد، العيد بسمة تُرسم على وجه طفل، لمسة حانية، ضحكة صادقة، وإيمان بأن الغد سيكون أفضل، بإذن الله.