الدجاج
كتبها: حسين السليماني الحنشي
بعثت الدجاج بعض الادياك للدراسة، ومع مرور الوقت ينتهي العام الدراسي الأول لهذه السنة، فكان إحتفال بمناسبة نهاية العام الدراسي ، وفي هذا الإحتفال كلمات للطلاب المبعوثين، كلا يتحدث عن التنمية في بلدة أو يضع مقارنة مع بلدانهم والبلد المضيف...
تحدث في هذا المنتدى كبير الأساتذة عن التنمية المستدامة في بلده...
ثم أردف قائلا إن هؤلاء النخبة من الكواد سوف تنقل الى بلدانهم الكثير من المعارف والمهارات المطلوبة في حل المشاكل التي تواجه عملية التنمية....
قامت أحد طالبات بلد النمور وكذا الاسود والذئاب والفهود، والقطط، وحتى بلد الكلاب، وكانت كلماتهم كأنها كلمة واحدة عن المقارنة بين بلدانهم والبلدان الأخرى في الخدمات الأساسية، إلا من اختلاف بسيط في مصانع السلاح وغيرها...
وكانت كلمت بلد الدجاج هي الوحيدة التي جعلت الضحك يمتلئ القاعة من الحاضرين، حتى أنهم اتهموا الديك بالكذب حينما تحدث وقال: لا توجد عندنا خطوط وجسور ، والمياه غير صالحة للشرب، والمستشفيات خاوية على عروشها، ويسكنها الصراصير والبعوضة والفئران ، والتعليم حدث عنه ولا حرج ... وزاد صخب الحاضرين حينما تحدث عن الكهرباء، وكم ساعات التشغيل في اليوم والليلة، وكم الأيام التي تغيب فيها عن المدن والقرى، حتى أن الأغلبية منهم خرج من قاعة الإحتفال...
صاب الديك الحزن والخيبة من زملائه، ورفع صوته قائلا:
لقد وجدنا ببلدكم بنايات شاهقة وهندسة معمارية رائعة ومصانع كثيرة، وخطوط متعددة...
فهذا بالنسبة لنا من الخيال، أصدقائي الأعزاء لقد سمعت كلماتكم، ولكنكم تستهزئون بي ولا أحد منكم يريد أن يسمع مني إلى النهاية، فقام ماتبقى في القاعة، وهم يقولون: أنت تضيع الوقت في كلام لا يصدقه العقل، وقتنا ثمين...
نادى بأعلى صوته قائلا أصدقائي الأعزاء: أنني أحدثكم بكل صراحة!
رد عليه أحد أساتذة الجامعة: ولماذا لم يذكرها الطلاب من قبلك؟
قال الديك: لأن المبتعثين للدراسة، كانوا أبناء المسؤولين عن البلد، وهم من يوقف عجلة التنمية...
فقال الأستاذ الجامعي: وأنت من المبعوثين للدراسة، فهل كان انقلاب على والدك في الحكم فكشفت المستور؟
قال الديك: لا، ولكنني أعيش هنا مهاجر، وحينما وصلت الدفعة المبعوثة، كان أحد الطلاب لم يأت بعد الدراسة، فباعتني السفارة المنحة....
نكس الجميع رأسه حزناً لما سمعوا.
نزل الديك من المنصة وقد شحب صوته، وهو باكياً. فقال أعذروني قد ازعجتكم فنحن هكذا مجتمع الدجاج أصوات لا تسكت، لكنها لا تلقي في النفوس رعباً....!