القائد عبد الرحمن عسكر: رمز للحكمة والوطنية، وداعما للطلاب في زمن التحديات

القائد عبد الرحمن عسكر: رمز للحكمة والوطنية، وداعما للطلاب في زمن التحديات

(أبين الآن) علي حسن الهُدياني 

في أزمنة تتلاطم فيها الأمواج، وتغرق فيها السفن،وفي عالم تسوده الوعود الفارغة و الخطابات التي تقال لأغراض شتى ، هناك من يظهر كالمصباح في ليلٍ مظلم، يرشد القلوب ويضيء الطريق. القائد عبد الرحمن عسكر هو ذلك النجم الساطع الذي لا يخبو بريقه، في زمن يحتاج فيه الوطن إلى رجال من طين العزة والشجاعة. لا يُنظر إليه كقائد عسكري فحسب، بل هو كالجبل الشامخ الذي يظل ثابتًا في وجه الرياح العاتية، يُظِلّ الجميع بحكمته ورؤيته العميقة للمستقبل.

القائد الذي لا يتراجع أبدًا:

عبد الرحمن عسكر، القائد اللواء الأول مشاة، هو أكثر من مجرد اسم يتردد في ساحات المعركة؛ هو رمز الشجاعة والنضال، وهو فارسٌ لا يُباريه أحد في فقه المعارك وحكمة القيادة. فقد خبر فصول الحياة القاسية، وجعل من دروبه العسيرة سلالمَ ارتقاء لأفراد جيشه ومن حوله. ليس لديه رفاهية أن يكون مجرد قائد لمعارك، بل هو معلم حكيم وقائد يتحمل مسؤولياته تجاه كل فرد من أفراده، قبل أن يكون مسؤولًا عن المعركة نفسها. بل إن محبة الجنود له تنبثق من أن القائد عبد الرحمن عسكر يُسخّر قلبه وعقله لرعايتهم بشكلٍ يتجاوز أي تصور.

حنكة القيادة وحكمة التعامل:

إنه قائد يرى الصورة الكاملة ولا يتعامل مع أي أزمة من منظورٍ ضيق. له نظرة عميقة تُدرك الواقع بكافة أبعاده، ولذلك فهو لا يقود جنوده وحسب، بل يوجههم في كل دربٍ يسلكونه، يتابع همومهم ويعالج مشكلاتهم، ويقف إلى جانبهم في الملمات. في معسكره الذي يشهد التنظيم الأمثل، يشعر كل فرد أنه ليس جزءًا من نظام عسكري فحسب، بل جزءٌ من عائلة كبيرة تمتد جذورها في عمق الأرض، وهو ما يمنحهم شعورًا بالانتماء والكرامة.

داعمٌ للعلم، راعيًا للطلاب:

ما يميز القائد عبد الرحمن عسكر هو رؤيته لمستقبل الشباب، وتفانيه في خدمة الطلاب الجامعيين. وسط هذه الظروف الاقتصادية القاسية، حيث يعيش الطلاب حالة من العوز والضغوطات المعيشية، وضع القائد نفسه حاميًا لهذا الجيل، ففتح أبواب معسكره ليحتضن أكثر من 400 طالب من مختلف المناطق الجنوبية. في الوقت الذي يجد فيه الكثيرون صعوبة في إتمام دراستهم بسبب الأوضاع المعيشية، كان القائد عسكر يعمل جاهدًا على ترميم المباني التي يسكنها الطلاب، حيث قام بترميم ثلاثة عمارات كاملة،كل عمارة تحتوي على دورين ودورين وكل دور فيه 12 غرفة واسعة، وحوّلها إلى بيئة دراسية ملائمة، مزودة بغرف مريحة، وحمامات مُجددة، و تغذية تكفيهم تماما مثل أفراده ويحافظ على كرامتهم، بل ويجتمع بهم في كل فترة ويستمع لما يحتاجونه ويلبي طلباتهم،. والشيء الذي أبهرني بمعنى الكلام هو تلك المعاملة من أفراده التي نحظى بها في البوابة وداخل المعسكر يجعلك تشعر انك تنتمي لهذه الحياة ،لم أشعر يوما في كل مكان مررت به، ان للطالب الجنوبي إعتبار، حتى في الكلية لا نعامل أبدا بهذا الشكل، بل ينظرون للطالب البسيط بعين الاحتقار خالية من أي تعاون او مساعدات او أي إرشادية وخدمية أخرى ناهيك عن كل اساليب القمع والتطفيش والظلم وكاننا بالغابة داخل كلية الطب هذه.

إن ما فعله القائد عبد الرحمن عسكر لم يكن مجرد عملٍ خيري أو مساعدة عابرة، بل كان له أبعادٌ إنسانية عميقة. لقد أعاد للطلاب الجامعيين الجنوبيين كرامتهم، وأثّر في حياتهم بشكلٍ إيجابي، متجاهلًا أي تمييز بين محافظة وأخرى، بل عاملهم كمواطنين متساويين في الحقوق والواجبات، وهو ما جعل العلاقة بينه وبين الطلاب علاقة أخوية عميقة. 

أب للجميع ورائد للسلام المجتمعي:

لا يتوقف دوره عند حدود المعركة العسكرية، بل يتعداها ليصبح أبا وشيخًا للمجتمع. فالقائد عبد الرحمن عسكر قدوة في إدارة الأزمات المجتمعية والقبلية التي قد تواجه المنطقة، ولا يتوانى عن استخدام حكمته في حل تلك النزاعات بإرادة من قلبه الذي لا يتوقف عن العطاء. لقد جعل من معسكره رمزًا للعدالة والإنصاف، ولا يُغادر أحد منه إلا بعد أن يحظى بما يحتاجه من مساعدات معنوية ومادية. لم يكن يترك أحدًا مضلومًا، بل يواجه كل مشكلة بكل عزيمة وإصرار، ليضمن أن الحق يبقى عادلًا في نهاية المطاف.

قائد في زمن مضطرب:

الحديث عن القائد عبد الرحمن عسكر لا ينتهي عند أعماله العسكرية أو الإنسانية، بل يتجاوز ذلك ليشمل التقدير الشعبي الذي يجده في كل زاوية من زوايا الوطن. هو مثال حي على القيادة الحقيقية التي تجمع بين القوة والرحمة، بين الشجاعة والحكمة، وبين النضال والعطاء. في زمانٍ نحن في أمسّ الحاجة فيه إلى رجالٍ مثله. في وقتٍ يسيطر فيه الزيف والتضليل على الساحة السياسية والاجتماعية من معظم قيادات الانتقالي المهملة والتي همها أقاربها فقط، يقف هذا القائد بشموخٍ لا يعير اهتمامًا للمتاجرات السياسية أو المصالح الضيقة. فهو لا يسعى للظهور ولا للمكاسب الشخصية، بل يبذل كل ما في وسعه لخدمة وطنه وأبناء وطنه، حتى وإن كان ذلك في ظروفٍ شديدة الصعوبة.

وفي النهاية الف تحية لهذا القائد الفذ لن أفي ابدا في حقك من الكلام ولن أستطيع أبدا ان أصف إنجازاتك ولن تستطيع اللغة ابدا تتبثحمل ثقلك أيها اللواء المحنك والمخضرم الحكيم، نسال الله ان يطيل عمرك وان يرزقك الصحة والعافية، كم نحن بحاجة إلى رجال أمثالك في أزمة القيادة الحقيقة .