الآبار العشوائية تهدد مستقبل المياه بدلتا أبين ... والحل في تفعيل سد الجرايب

(أبين الآن) كتب: د عبدالقادر يوسف الموقري
في ظل التغيرات المناخية وتراجع منسوب المياه الجوفية، تتفاقم مشكلة الآبار العشوائية يوماً بعد آخر، خصوصاً في منطقة الأبحاث الزراعية بمنطقة الكود، حيث تم حفر أكثر من عشرين بئرًا عشوائيًا في مساحة لا تتجاوز كيلومترين مربعين فقط. هذا الانتشار الكثيف وغير المدروس للآبار يشكل تهديدًا حقيقيًا لمخزون المياه الجوفية، ويزيد من خطر التصحر ونضوب الموارد الطبيعية مستقبلاً وتكمن خطورتها أيضاً على سكان مناطق المسيمير والنش والقرنعة والكود كون الحوض المائي معرض للاستنزاف بشكل كبير ولاتوجد تغذية جوفية للمياة منذ فترة طويلة وهناك مؤشرات على ملوحة بعض الآبار بسبب نقص منسوب المياة وقد تتعرض للجفاف في اي لحظة .
الآبار العشوائية لا تتبع أي دراسات علمية أو هيدرولوجية، ولا يتم التنسيق بشأنها مع الجهات المعنية، مما يؤدي إلى استنزاف غير منظم للمياه، إضافة إلى تداخل مصادر الضخ وتأثيرها المتبادل سلبًا على بعضها البعض، ناهيك عن الانهيارات الأرضية التي قد تنتج عن الحفر العشوائي في باطن الأرض.
أين الحل؟
في ظل هذا الواقع المقلق، يبرز مشروع سد الجرايب كحل عملي واستراتيجي قابل للتنفيذ، بل وضروري في المرحلة الحالية. فالسد الذي أُنجز جزء منه في وقت سابق، يمثل فرصة حقيقية لحجز مياه السيول وتوجيهها بطريقة مدروسة نحو الأراضي الزراعية في منطقتي الأبحاث والسُّمة الشرقية، بدلاً من إهدارها أو تركها عرضة للتبخر أو الجريان السطحي.
إن استكمال تفعيل سد الجرايب وربطه بشبكات ري مدروسة يسهم في توفير مصدر مستدام وآمن للمياه، ويخفف الضغط عن المياه الجوفية، كما يعزز من جودة الزراعة ويزيد من إنتاجية الأراضي التي لطالما عانت من الجفاف وغياب التخطيط المائي.
دعوة للجهات المعنية
إننا نوجه نداءً عاجلاً للجهات الحكومية والمنظمات المعنية بالموارد المائية والبيئة، لإجراء دراسة شاملة وسريعة حول آبار الأبحاث العشوائية، وتحديد آثارها المائية والبيئية، والبدء فوراً بخطوات استكمال سد الجرايب وتوسعة شبكة السدود الصغيرة والحواجز المائية في المنطقة.
فمستقبل المياه في أيدينا، وإن لم نتحرك الآن، فقد لا نجد غدًا ما يمكن إنقاذه.