ساحة الشهداء بأبين.. إنجاز حضاري تحول إلى مرتع للعبث من قبل الذئاب البشرية الضاله في ظل غياب الردع الأمني

ساحة الشهداء بأبين.. إنجاز حضاري تحول إلى مرتع للعبث من قبل الذئاب البشرية الضاله في ظل غياب الردع الأمني

أبين (أبين الآن) خاص

تحولت ساحة الشهداء في محافظة أبين إلى وجهة جاذبة للزوار والأسر الباحثة عن متنفس هادئ بعد الجهود اللافتة التي بذلها الشاب النشيط مروان باقس، مدير عام صندوق النظافة، حيث أعاد للساحة رونقها وجمالها، وجعل منها نموذجًا راقيًا للمساحات العامة التي تليق بالمواطن وتحفظ كرامته ولا يزال العمل جاري في الإصلاحات وتطويرها 

إلا أن هذا الإنجاز الحضاري، الذي يُعد ثمرة لإدارة واعية ومسؤولة، يواجه اليوم خطر التشويه والانحدار بسبب تصرفات فئة خارجة عن الذوق العام، حولت هذا المكان من متنفس للأسر إلى ساحة عبثٍ وسلوكيات مشينة، وسط غيابٍ ملحوظ وغير مبرر للرقابة الأمنية.

فقد أصبحت الساحة مرتعًا للمخزنين والذئاب البشرية الضاله والمستهترين، الذين يتخذون من زواياها أماكن لمضغ القات، والتصرفات الطائشة والمعاكسات الصريحة التي تطال الأسر والزائرات، دون أدنى مراعاة لقيم المجتمع أو لحرمة المكان الذي يحمل اسم الشهداء.

إن ما يحدث اليوم في ساحة الشهداء ليس مجرد سلوك عابر، بل ظاهرة تنذر بالخطر، وتشوه صورة المدينة، وتضرب بالجهود الخدمية عرض الحائط. كيف يُعقل أن يتجرأ شاب على إلقاء رقمه على النساء أمام أسرهن؟ وأي رجولة تلك التي تسمح بحمل السلاح الالي مع مسدس مع حزمه رصاص على خصره حاملا جنبيه وسكين في مكان عام يرتاده الأطفال والعائلات؟ 

إدارة صندوق النظافة، بقيادة مروان باقس، قدّمت نموذجًا في الإخلاص والتفاني، ونجحت في إعادة الحياة إلى هذا المرفق وأصبح مفتوح طيله الاسبوع ، لكن استمرار هذا الوضع دون تدخل أمني حاسم يُعد تقصيرًا خطيرًا، ويمنح أولئك المستهترين والذئاب البشرية الضاله مساحة للتمادي والتطاول مما يجعل هذه الأسر تعزف عزوف كلي عن المتنفس الوحيد لأبناء المحافظة.

كما أن انتشار الدراجات النارية داخل الساحة، بطريقة فوضوية وخطرة، ورفع أصوات الموسيقى بشكل مزعج، ودخول سيارات محددة لأبناء الابهات يتجولون بها داخل الساحة بشكل استعراضي فوضوي يُظهر غيابًا واضحًا للردع، ويضع الجهات الأمنية أمام مسؤولية مباشرة وعاجلة.

ندعو من هذا المنبر قيادة الأمن والسلطات المحلية إلى تحمّل مسؤولياتها، والتدخل العاجل لوضع حد لهذا العبث، من خلال تكليف وحدة أمنية صارمه ،تطبق القوانين على كل من تسوّل له نفسه إزعاج الأسر أو الإخلال بالنظام العام.

ساحة الشهداء ليست مجرد موقع عام، بل رمزٌ للتضحية والكرامة، ويجب أن تبقى كذلك، مزارا لجميع أبناء أبين كافة، لا مرتعًا للذئاب البشرية المنفلتة.