اشتياق لا يهدأ لفقيد الوطن اللواء الركن صالح السيد
تمر الأيام وتبقى الذكريات، ويبقى الحنين والاشتياق لمن غادرونا أثرًا لا يزول. إن الفقد ليس نهاية، بل بداية لشعور يمتد ويعبر عن عمق الحب والتقدير. واليوم، نتحدث عن اللواء الركن صالح السيد، مدير أمن لحج، رحمة لله علية الذي غاب بجسده لكن روحه وإنجازاته تظل خالدة في قلوبنا وعقولنا.
عرفنا اللواء الركن صالح السيد كرمز للشجاعة والإخلاص في خدمة الجنوب. كان نموذجًا للقائد الذي لا يهاب المخاطر، ولم يتوانَ يومًا عن أداء واجبه بجدارة. تحت قيادته، شهدت محافظة لحج استقرارًا أمنيًا ملحوظًا، لم تشهدة منذ احتلال الجنوب في حرب صيف 1994م وكان له الدور البارز في التصدي لكل محاولات زعزعة الأمن.
بعيدًا عن دوره العسكري، تميز الفقيد بروحه الإنسانية واهتمامه بأبناء محافظته. كان قريبًا من الناس، يسمع لمشاكلهم ويعمل على حلها. لم يكن قائدًا فحسب، بل كان أخًا وصديقًا للجميع، مما جعله يحظى بحب واحترام واسع بين صفوف المواطنين.
إن الاشتياق للواء الركن صالح السيد ليس فقط لفقدان قائد عسكري، بل لفقدان إنسان قلما تجد له مثيلًا. نشعر بالحنين لكل لحظة جمعته بنا، لكل كلمة حكيمة ألقاها، ولكل موقف شجاع اتخذه. نتذكر ضحكاته، توجيهاته، ونصائحه التي ستظل نبراسًا نهتدي به.
نتذكر تلك الأوقات التي كنا نجتمع فيها حوله، نستمد منه القوة والإلهام. كانت كلماته تشعرنا بالأمان، وتجعلنا ندرك أن هناك دائمًا أمل في المستقبل. الاشتياق يكبر في كل مرة نواجه فيها موقفًا كنا نلجأ إليه فيه. نفتقد حكمته ورؤيته الثاقبة التي كانت دائمًا تفتح لنا أبواب الحلول.
في كل زاوية من زوايا لحج، نشعر بروحه تحلق فوقنا. الأماكن التي مر بها، المشاريع التي دعمها، والأشخاص الذين ساعدهم، كل هذا يذكرنا به ويزيد من شوقنا إليه. نتمنى لو كان بيننا لنشكره على كل ما قدمه، لنشاركه فرحتنا بنجاحنا، ولنبكي معه في لحظات الحزن.
لن نقول وداعًا، بل إلى اللقاء في كل ذكرى طيبة، في كل إنجاز يُنسب له، وفي كل لحظة نستشعر فيها أثره الباقي بيننا. سيظل اللواء الركن صالح السيد رمزًا للوطنية والشجاعة، وستبقى ذكراه حية في قلوبنا إلى الأبد