شجرة الغريب إننا لن نجد لها شبيها فهي منفردة.
بقلم: موسى المليكي.
نعم الوطن والمواطن يعانون من هموم كثيرة ومؤلمة، وقبل انهيار شجرة الغريب كان الوطن يعاني من انهيار العملة وانهيار القيم وانهيار التعليم وانهيار كل مقومات الحياة، وهذه كلها انكى واحزن من انهيار شجرة الغريب، لكن لعل رمزية الشجرة كانت تمثل للكثير عمود اسناد مهم لبقاء بعض الفرح والسلا وقليل من البهجة للاروح والاجسام المنهكة من قسوة الإنهيارات الكبرى في حياتنا.. شجرة تحمل سر السلسلة الوراثية الاصلية لقدم اليمن ارضا وانسانا و تمثل رسالة جمال وامل متجدد، ورسالة ثبات رمزية من الماضي للحاضر تحكي للعابرين حكايات من عاشوا ومن عبروا ومن رحلوا منذ آلالف السنين، فكانوا هم الغرباء العابرون وكانت هي بنت هذه الارض والحارس الامين عبر الزمان.
جلست يوما بجانبها فشعرت وكأنها تمدني بشموخ وعنفوان عجيب وغريب، لماذ لا اعرف ، وقلت في ذلك اليوم ان عمر غصن صغير من هذه الشجرة اقدم من عمر دولة الخمارات بمئات السنيين والتي صارت اليوم تتآمر على تمزيق اليمن، بل وسرقت اشجارها المعمرة بحقد كراهية لأنها تقزم ابراجهم العالية.. خسارتنا في شجرة الغريب اننا لن نجد لها شبيها فهي منفردة بكل خصائصها كما يتفرد عظماء البشر على غيرهم ، ولذلك سكنت رمزيتها التاريخية في كل ابناء تعز اولا واليمن ثانيا، ومثلت جغرافيتها جزء اصيل من هويتهم.
عندما انتشر خبر سقوط جزء منها ي سيطرت حالة من الحزن والحسرة على الصغار والكبار رجالاً ونساءً، وتردد صدى تفاعل كبير وواسع في وسائل التواصل الإجتماعي ، على الرغم من الوضع المزري في ظاهرة جميلة تعكس الحب والوفاء لهذه الشجرة التاريخية الجميلة.