فتحي بن لزرق.. صوت الشعب الذي أيقظ الضمير الوطني

منذ زيارته الجريئة لمدير البنك المركزي، استطاع الصحفي والكاتب فتحي بن لزرق أن يحرك المياه الراكدة في المشهد الاقتصادي، كاشفًا عن واحدة من أخطر القضايا التي كانت تُغيب عن الرأي العام: وجود 147 منشأة حكومية لا تورّد إيراداتها إلى البنك المركزي. كانت تلك الخطوة بداية حقيقية لمسار تصحيحي طال انتظاره، انطلقت من مواطن غيور، وصاحب صحيفة، يعيش بين الناس ويشعر بهم، لا من برج عاجي ولا من خلف جدران المكاتب.

فتحي ليس مجرد صحفي، بل هو حالة وطنية نادرة. رجل اختار البقاء في وطنه رغم قدرته على مغادرته والعيش في أي بلد عربي أو أوروبي كما فعل كثيرون. لكنه، بإرادة صلبة وضمير حي، آثر أن يبقى في عدن، بين أهله وناسه، ليخوض حربًا شرسة ضد الفساد ومراكز القوى التي أنهكت البلاد.

لقد كان لفتحي بن لزرق دور ملموس في تحريك ملفات اقتصادية كانت غارقة في الفساد، وساهم بإمكانياته المحدودة في دفع عجلة الإصلاح، حتى بدأ المواطن يلمس بوادر التحسن، خاصة مع تراجع سعر صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني في الأيام الأخيرة.

يشهد الله أن هذا الرجل يعادل ألف جيش، فالحرب التي يخوضها ليست حربًا تقليدية، بل حربًا ضد منظومة فساد متجذرة، حربًا أشد فتكًا من كل الحروب التي عرفتها عدن. ومع ذلك، يواصل فتحي نضاله بصبر وثبات، حاملًا همّ الوطن، وناطقًا باسم المواطن، ومجسدًا لروح اليمني الحر الذي لا يساوم على كرامته ولا على مستقبل بلاده.

فتحي بن لزرق... يحارب الفساد، ويواجه مراكز القوى الفاسدة في اليمن، وعدن على وجه الخصوص، بكل شجاعة وإخلاص.