تملكتم قلبي..!
تعودت كل عام أن أشد الرحال بمخزون جوانح ومشاعر قلبي إلى مسقط رأس صناع الدهشة في دوعن، حيث للرياضة معنى وفن،ومذاق يوازي نفس مذاق طعم عسلهم الشهير الذي لا يعلو عليه في القيمة الغذائية.
وتعودت في موسم الهجرة من لظى صيف العيون الزرقاء التي في طرفها حور إلى الوادي حيث لحن دوعن يملأ سماء المدينة الرابضة على كعك من الرمال الذهبية، أن أؤكسج رئتي بروائع ومشاهد تحبس الأنفاس من فرط إثارتها لا التنافسية فحسب، ولكن الإنسانية ذات المحتوى الذي ينتصر للقيم وللأخلاق التي بادت في زمن النفس الإمارة بالسوء.
كل مرة يعود فيها دوري BMC المحضار ليتنفس من مسام تلال وجبال دوعن، تلتهب مشاعري،تطير ترحل إلى هناك تراقب وتكتب عن تلك اللوحة والمنمنمات الذهبية بنبض كل شعراء المعلقات.
ليس دوريا عاديا غنيمته نقاط الفوز وتقوية الرصيد في بنك السباق نحو منصات التتويج،لكنه دوري اجتماعي بكل ما تحمله الرسالة الإنسانية من دلالات سامية.
طوف وشوف..كل شيء في هذا الدوري تظاهرة أو صرخة مجتمعية لأجل صيانة كرامة الإنسان.
إذا كنت تعاني من هم في القلب ومن أزمة حادة في الضمير ومن نزيف المسؤولية ومن انعكاسات وارتدادات قسوة الحياة وشظف عيشها،فعلاجك النفسي ابتسامة نقية صافية من ملاعب هذا الدوري الذي لامس فينا وترا حساسا يدندن على موال جوهر الإنسان نفسه.
ومعنى أن يشهر الحكم الكارت الأخضر في وجه عاشق غير ضال من ذوي الاحتياجات الخاصة،فهذا يعني أروع وأجمل وأنقى كارت لأنه في الأصل كارت ينتصر لكرامة ذوي الاحتياجات الخاصة ويضعهم بكل حب فوق رؤوس الأسوياء والأصحاء معا.
دوري المحضار جعل من صيف الهجير بردا زمهريرا بفضل لفتات إنسانية تلهب المشاعر أحيانا وتدفئ الجوانح أحيانا أخرى.
ويا أهل دوعن جسدي بعيد عنكم،لكن عواطفي ومشاعري كلها تحلق فوقكم، تملكتم قلبي، هو ملك لكم، أمانة ما بغيته يضيع يا زهرة في الربيع.