اقتلوا من قتل الكلب .
بقلم: موسى المليكي.
حينما وأنا اتصفح في إحدي الكتب القصصية القديمة وحيث شد انتبهي هذا الموضوع الذي جعلنا أفكر بأن اوضاعنا ينطبق عليها كلام هذا الحكيم بأنه كان يجب على الشعب أن يقتل منهم سبب خارب البلاد قبل أن يتطال ارذل الناس ممتكات وثروات البلاد لأننا لم نعي منذ البداية لكي نوقف من توسوس له للتمادي على حقوق الشعب المغلوب على أمره.
ويروى أن رجلا حكيما أعرابيا يعيش مع أبنائه وبناته، لهم إبل وغنم يرعونها ، ولهم كلب يحمي الغنم من الذئاب.وفي يوم من الأيام جاء احد سفهاء الحي وقتل كلب الحراسة، فذهب الابناء الي أبيهم وقالوا له إن فلانا قتل كلبنافقال اذهبوا واقتلوا من قتل الكلب، فجلس أبناؤه يتشاورون هل ينفذون أمر أبيهم بقتل قاتل كلبهم ام لا، ثم اجمعوا على أن أبيهم كبر وأصابه الخرف في عقله فكيف يقتلون إنسانا بكلب وأهملوا أمر أبيهم.
وبعد مرور شهرين أو يزيد قليلا هجم اللصوص وساقوا إبل وغنم الشيخ الحكيم، ففزع أبناؤه اليه وقالوا إن اللصوص هجموا علينا وساقوا الإبل والغنم.فرد عليهم أبيهم: اذهبوا واقتلوا من قتل الكلب.فقال ابناؤه مجددا ، ان هذا الرجل أصابه الجنون، نحن نحدثه عن اللصوص وسرقة الإبل والغنم وهو يقول اقتلوا قاتل الكلب ،وبعد فترة قصيرة هجمت عليهم قبيلة اخرى وسبوا إحدى بنات الشيخ وساقوها معهم ، ففزع الأولاد إلى أبيهم وقالوا سُبيت إختنا وهاجمونا واستباحوا شرفنافقال لهم أبوهم اقتلوا من قتل الكلب.
فجلس الأولاد يفكرون في أمر هذا الشيخ الكبير: هل جن أم أصابه سحر أم ماذا ، فقام إبنه الأكبر وقال سأطيع أبي ولنرى ما سيكون فقام , إلى سيفه وحمله وذهب إلى قاتل كلبهم فقتله، فطارت أخبار قتلهم لقاتل كلبهم ، وطافت الأفاق ، فقال اللصوص إن كانوا قتلوا قاتل كلبهم فكيف سيفعلون بنا وقد سرقنا إبلهم وغنمهم ، وفي عتمة الليل تسلل اللصوص وأعادوا الإبل والغنم الى مراعي الرجل ، وعلمت القبيلة المغيرة السابية لبنت الرجل بقتلهم قاتل كلبهم فقالوا إن كانوا قتلوا رجل بكلب فماذا سيفعلون معنا وقد سبينا بنتهم فاعادوا البنت وخطبوها لابن شيخ قبيلتهم.وعندها جلس أبناء الرجل وفهموا حكمة أبيهم وأنه لم يخرف.
العبرة عندما تغض الطرف عن بعض حقوقك سيتجرأ الآخرون على سرقتك في وضح النهار، لا لشجاعة منهم وإنما سكوتك هو الذي منحهم التطاول عليك دون حياء أو خوف وهذا ليس متناقضا مع العفو العفو مقرون بالمقدرة ولايسمى عفواً إن كان مع عجز بل يُسمى جبناً وذُلاً!!!.