رؤية واقعية حول مصفاة عدن: هل تستحق إعادة التشغيل؟

بقلم:  نبيل الحريري 

مع كامل الاحترام والتقدير، فإن الحديث عن إعادة تشغيل مصفاة عدن يبدو غير واقعي بالنظر إلى حالتها الفنية المتدهورة. المصفاة، التي كانت أحد رموز الصناعة النفطية في اليمن، لم تعد قادرة على العمل بالكفاءة المطلوبة، ناهيك عن أن التقنيات المستخدمة فيها أصبحت من الماضي، ولا تتماشى مع المعايير الحديثة للسلامة والكفاءة البيئية.

ومن زاوية اقتصادية بحتة، فإن تكلفة صيانة وتأهيل المصفاة القديمة ستكون مرتفعة جدًا مقارنةً بإنشاء مصفاة جديدة تعتمد على أحدث التقنيات. المشروع الجديد لن يكون أكثر كفاءة فحسب، بل سيوفر أيضًا فرصًا جديدة للتشغيل والتدريب، وقد يسهم في دفع عجلة الاقتصاد المحلي بشكل أكثر استدامة.

قد يرى البعض أن إعادة تشغيل المصفاة خطوة نحو إحياء الإرث الصناعي، ولكن التحديات التقنية والمالية تجعل هذا الخيار غير مجدٍ، بل وربما غير ممكن عمليًا.

لهذا فإن الخيار الأمثل، في رأيي، هو التوجه لبناء مصفاة جديدة من الصفر، بدلاً من محاولة إنعاش منشأة تجاوزها الزمن.
نبيل الحريري