الصراحة صدق مكثف.!!
بقلم / منصور بلعيدي
الصراحة راحة كما يقال ، وقد تكون احياناً مؤلمة.. لكن الحقيقة اكثر إيلاماً منها .
ذلك لان الصراحة تجلي الحقائق بلا رتوش فتكون جافة المنطق صعبة التقبل ولايتقبلها الا بعيدي النظر واسعي الأفق رزيني العقول وهم لاشك قليل.
وحين يكون الانسان صادقاً صريحاً في نقد الاخطاء والسعي لاصلاح الإعوجاج فان أكثر الناس لا يتقبلون منه ذلك لانهم لا يحبون ان تذكر معايبهم.
فالصراحة *صدق مكثف*والناس غالباً لايقبلون الحقائق الجافة ويكرهون من يبصرهم باخطائهم ويدعوهم لتصحيحها ويعتبرونه كشف مالا يجوز كشفه.
ذلك لان كثير من الناس لايحبون الناصحين ، بل تأخذهم العزة بالاثم فلايقبلون الحق وعدم قبول الحق يخلق النفاق.!!
لكن هناك طريقة مثلى للتعامل مع الناس والدعوة لتغيير السلوكيات الخاطئة ..
انها طريقة المرونة والتدرج والصبر والتحمل في سبيل الوصول الى نتائج مرضية بعيداً عن المواجهات المباشرة في نقد الاعوجاج التي حتماً ستفضي الى المعاندة وعدم قبول الحق.. ولكن ذلك لايمنع من الصراحة لانها علاج مهما كانت قاسية.
الصراحة المرنة مطلوبة .. فبين الصراحة الجافة والنفاق المخادع تضيع الكثير من الاخلاق.!!
اما المداهنة فهي مرض اجتماعي يبقي على فساد الاخلاق ويمنع التغيير..
لذلك صارت الحاجة الى الصراحة الصادقة باسلوب مرن مطلب ملح للاصلاح والتغيير نحو الافضل.
والخلاصة : أن يكرهك الناس لصراحتك أفضل من أن يحبوك لنفاقك ، فعدم قبول الحق هو مقدمة أساسية لممارسة النفاق.