الجمل يعصر وجمل يأكل العصار

نجد أن هناك تفاوتاً واضحاً في الجهود والتضحيات بين البشر، يمكن تمثيل هذا التفاوت بمقارنة بسيطة بين *الجمل الذي يعصر وجمل الذي يأكل العصار* الأول هو الذي يبذل الجهد ويتحمل المتاعب، بينما الثاني هو الذي يستفيد من جهود الآخرين دون أن يبذل جهداً مماثلاً.

الجمل الذي يعصر هو ذلك الشخص الذي يعمل بجد ويتحمل المسؤوليات الثقيلة دون كلل أو ملل، هو الذي يبذل قصارى جهده لتحقيق الأهداف والوصول إلى النجاح، في المقابل الآخر الجمل الذي يأكل العصار هو ذلك الشخص الذي يستفيد من جهود الآخرين دون أن يبذل جهداً مماثلاً.

هذه المقارنة ترمز إلى واقعنا الجنوبي اليومي، حيث نجد أن هناك من يعمل بجد ويتحمل المسؤوليات دون تقدير، بينما يستفيد الآخرون من جهودهم دون أن يبذلوا جهداً يستحقون اجرة العمل. هذا التفاوت في الجهود والتضحيات يمكن أن يؤدي إلى شعور بالإحباط والظلم لدى البعض الذين يعملون بجد في خدمة الوطن.

 ندرك أن هذا التفاوت ليس دائماً نتيجة لسوء نية أو استغلال متعمد، في بعض الأحيان، قد يكون ناتجاً  عن عدم تقدير الجهود أو عدم فهم قيمة العمل الذي يقوم به الآخرون، او ان العاملين باخلاص ليس لديهم طبول ومزامير يستطيعوا يطربوا مسامع القادة.

في الاخير، يجب أن نسعى جميعاً إلى أن نكون نعطي الجمل الذي يعصر حقه من العصار، أي أن الذي يبذل قصارى جهده نعطيه حقه لكي  تتحقيق الأهداف والوصول إلى النجاح، ونقدر جهود بعضنا البعض ونعمل معاً لتحقيق الأهداف المشتركة، بهذه الطريقة يمكننا بناء وطن فيه العدالة ومساواة.....؟