نصيحة صادقة إلى دولة رئيس الوزراء سالم بن بريك
إلى الأخ الوزير الجديد، رئيس وزراء اليمن، الأستاذ سالم صالح بن بريك المحترم،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
من وسط الشعب الذي يئن تحت وطأة الأوجاع، من وسط شعبٍ أنهكته الأزمات وسُحقت آماله تحت ركام السنين، أبعث إليكم هذه الكلمات، لا بحثًا عن مجاملة، ولا رغبة في إثقال كاهلكم، بل أداءً لواجب النصح الذي لا يُسقطه المنصب ولا تعفي منه المسؤولية.
يا دولة الرئيس:
إن اليمن اليوم ليس كما كان، الناس لم تعد تشتكي من فقرٍ عابر، بل من غياب الدولة، وضياع العدالة، وانعدام الأمل. رواتب لا تُصرف، كهرباء لا تُرى، أمن غائب، وفساد مستشرٍ يأكل ما تبقى من وطنٍ جريح. المواطن لا يطلب المعجزات، بل يريد من يقف معه، يشعر به، يصدح بالحق ولو كلفه المنصب والجاه.
لقد جاءكم المنصب لا كتشريف، بل كتحدٍّ ثقيل، ومهمة تاريخية. فإن كنتم قادرين على فتح أبواب الإصلاح الحقيقي، وتطهير مؤسسات الدولة من عبث المنتفعين، فانطلقوا غير هيّابين، وأثبتوا أن في اليمن رجالًا لا يبيعون مبادئهم ولا يرضخون للمحاصصة والضغوط.
وإن وجدتم أن الأيادي تُكبّل، وأن القرار لم يعد في يد الدولة، وأن العرقلة ممنهجة، وأن الفساد يطفو من أعلى الهرم، فكونوا صادقين مع الله ومع الناس، واصدحوا بالحقيقة، وقدموا استقالتكم بشرف، وأعلنوا للشعب من هو العدو الحقيقي للإصلاح.
يا دولة الرئيس، إن في التاريخ رجالًا لم يُخلدهم المنصب، بل خلدهم موقفهم عند المحك، وصدقهم مع أنفسهم. فاختر لنفسك مكانًا بين هؤلاء، وكن شجاعًا في وجه الباطل، كما يرجو منك الناس لا كما يُملى عليك من فوق.
ختامًا، نسأل الله أن يعينكم على حمل الأمانة، وأن يقيّض لكم بطانة خير تعينكم على الصدق والعمل والعدل، لا بطانة تزين الباطل وتخدر الضمير.
والله من وراء القصد.
كتبه:
أحد أبناء هذا الشعب
أ سيد فضل منصور مظلومي