لو ما كان إعلان عدن التاريخي... كيف بنكون اليوم ؟!

تخيل نفسك ماشي في شوارع عدن، منهك والأمل ضبابي. الجنوب كان بيعيش بلا قيادة، بلا قوة تحميه، بلا مشروع واضح يمثله. كانت القوى المتصارعة بتتلاعب بمصيرنا، والمستقبل مجهول.

لكن في 2017، الشعب أعلن نقطة تحول فارقة في الجنوب، جاء إعلان عدن التاريخي ليحدد مسار جديد، ليصنع قوة سياسية وعسكرية موحدة، لتخرج قضية شعب الجنوب من التهميش إلى الصف الأول في المعادلة الإقليمية. اليوم، رغم حرب الخدمات والتضييق الاقتصادي، في وضوح سياسي، في قيادة تحاور وتواجه، في جيش يحمي الأرض.

تخيل لو ما حصل هذا الإعلان؟

كان الجنوب اليوم بيكون ورقة في يد الأطراف الأخرى، تُستخدم وقت الحاجة مثلما حدث في استغلال القضية الجنوبية في مرحلة الحوار الوطني وماحدث لها من التفاف وتحايل . كان العسكري الشمالي بيقف في قسم الشرطة بعدن يتحكم بمصيرك، يفرض عليك أمر الواقع، ويعاملك كأنك غريب في أرضك. كان مستقبل الجنوب مفقود وسط صراعات لا نهاية لها، بلا صوت، بلا تمثيل، وبلا قرار.  

لكن اليوم، رغم كل العراقيل، عندنا ثقة أن المجلس الانتقالي الذي فوضه الشعب واقف معه، وأنه سيعمل على إنهاء الضبابية السياسية التي يتعامل بها التحالف مع الجنوب، بينما يُعطي الشرعية مساحة واسعة في المحافظات المحررة. الجنوب مش مجرد تابع، الجنوب اليوم شريك في المعادلة، قوة عسكرية وسياسية لها وزنها، ولها قرارها.

ورغم كل التحديات، استمرار الصمود الجنوبي دليل على أن مشروع الاستقلال أقوى من أي عراقيل.

إدارة الفشل الممنهجة التي تمارسها الشرعية في المحافظات الجنوبية، والتعمد في تعطيل الحياة اليومية، لن يكسر إرادة شعب اختار طريقه. الجنوب لم يعد تابعًا، بل أصبح شريكاً قوياً في تحديد مستقبل البلد والمنطقة.وتحقيف هدف المرسم في استعادة الدولة الجنوبية . 

في الماضي، كانوا يسمونك مليشيا لأنك تدافع عن أرضك وعرضك ، اليوم الجنوب له جيش منظم، قوة رسمية، تحظى بالاعتراف الإقليمي والدولي، ولم يعد أي طرف قادر على إنكار وجوده. هذا التحول لم يأتِ بسهولة، لكنه كان ثمرة لنضال وتضحيات، وثمرة لإعلان وضع الجنوب على المسار الصحيح.  

لهذا، إعلان عدن التاريخي ما كان مجرد لحظة، كان انطلاقة، كان تصحيحًا لمسار التاريخ، كان صرخة قالت: الجنوب لن يكون تابعاً، الجنوب له مشروعه، وقوته، ومستقبله.

إيش الخطوة القادمة؟ 

- وحدة الصف في مواجهة كل التحديات.  

- وعي سياسي يعزز موقف الجنوب دولياً وإقليمياً.  

- إرادة قوية تنتزع الحقوق رغم كل العراقيل.  

- رفض كل محاولات التهميش والتلاعب بمصير الجنوب. 

أيها الشعب الجنوبي الصابر… هل تدرك حجم هذه اللحظة وكيف يجب أن نحافظ عليها؟