الملازم ثاني أحمد مهتم على أعتاب التخرج من الكلية الحربية

الملازم ثاني أحمد مهتم على أعتاب التخرج من الكلية الحربية

(أبين الآن) خاص

في يوم الاثنين الثالث والعشرون من يوليو من العام الفان وأربعة وعشرين بدأت الرحلة متعثراً بحقيبتي الممتلئة بأحلامي أكثر منها أغراضي جاهلاً أني ادخل مكان لن اخرج منه ابداً كما كنت.هنا تعلمت أن الزمن لا يمضي بل يختبئ في تفاصيل صغيرة تظل تطاردنا حتى النهاية .

عند اشتداد حرارة الظهيرة وشمس ذاك اليوم في منتصف السماء وقفت امام بوابة الكلية الحربية وبعد وقوف طويل سمح لنا بالدخول دخلت إلى مكان أظنني انتمي له منذ زمن طويل،طوحت شارداً أنظر لتلك المباني الجدران،والكتابات الحماسية على تلك الجدران ومن بينها عبارة(قطرة عرق في الميداني توفر سيل من الدم في المعركة )هنا ارتفعت معنوياتي وسمت نفسي كسمو هذا الوطن المجروح الذي يأن تحت وطأة ايادي الغدر والخيانة وعرفت أنه بأمكاني كما هو بأمكان بقية زملائي كتابة قدر هذا الوطن الجريح والارتقاء به عالياً بين الأمم ،عرفت حينها أن معركة الخلاص هي معركتنا جميعاً ومن هذا المكان يمكننا فعل ذلك .

دخلنا وعزيمتنا وطن وهمنا وطن ووقود استمراريتنا وطن ،احياناً كدنا نستسلم للتعب فنتذكر أن همنا وطن فننهظ نستمع لكمات المدربين في الميدان في فترة الاستجداد فنظنها هراء ولكن يوماً عن يوم نكتشف انها ليست مجرد كلمات بل هي بنزين يرفع من بأسنا، عزيمتنا ،همتنا وأصرارنا.

دخلنا قاعات المحاضرات كنا نحدق في السبورة نستمع لكمات الضباط وكأنها تنتمي لعالم آخر كرسائل سماوية،بعضها كان عبئًا وبعضها كان نافذةٍ فتحت لنا طرقاً لم نكن نراهاً، طرقاً تؤدي بنا إلى الوطن .

نقف اليوم على أعتاب التخرج وكلنا انضباط لا متناهي ويحدونا الأمل بأن ماتعلمناه خلال فترة التدريب والدراسة سيتم ترجمته في ميدان العمل إلى ما يساهم في بناء جيش قوي وطني ينبذ المناطقية والمحسوبية كما تعلمناه في كليتنا العظيمة .

وأخيراً لا يسعني الا ان اتقدم بالشكر والعرفان بأسمي وأسم ضباط الدفعة الثالثة جامعيين لقادة كليتنا الأفاضل عرين الأسود ومصنع الرجال وذخيرة الوطن عنهم قائد المرحلة وربان سفينة رواد الجيش اللواء الركن /قاسم الزومحي .

خريج جامعي ملازم ثاني /أحمد قاسم مهتم .