محاضرة عن أهمية مرحلة الطفولة في بناء شخصية الطفل!!!

كلنا نريد الأفضل لأطفالنا، لكن التربية ليست سهلة. 

بإمكان السنوات الأولى من حياة الطفل أن تشكّل مستقبله، إذن ما أهمية الثلاث سنوات الأولى؟.
في السنوات الأولى من حياة الطفل، يتطور مخه بشكل هائل، حيث تتشكل روابط جديدة بين الخلايا العصبية في المخ بمعدل لا يتكرر في أي مرحلة عمرية بعد ذلك، ومع كل احتضان ومع كل قبلة، ومع كل وجبة مغذية تقدمها وكل لعبة، فإنك تساعد في بناء دماغ طفلك، وبالتالي تشكيل شخصيته فيما بعد، فما هي الشخصية إذن.
تعرّف الشخصية بأنها: عبارة عن مجموعة من الاستجابات العاطفية والسلوكية للفرد، وهي لا تظهر بشكلٍ ثابتٍ إلا مع اقتراب الطفل من مرحلة المراهقة. إن بناء شخصية الطفل يتم خلال سنوات، وبالتالي فإنه يتم تمييز معالم شخصيته من خلال مراقبتها على مدار تلك السنين، ان تعليم وتطوير المهارات الشخصية من الأمور الأساسية التي يتم إنشاء الطفل عليها تمامًا كما القراءة والكتابة؛ حيث يترتب على المدارس غرس العديد من القيم لدى الأطفال؛ مثل: الاحترام، النزاهة، المسؤولية والأمانة. تتأثر شخصية الطفل بما يمرُّ به داخل الأُسرة والمدرسة والمجتمع، بالإضافة إلى مزاجه الشخصي والتجارب التي يمرُّ بها، وهنا تكمن أهمية مرحلة الطفولة في بناء الشخصية للطفل ودور الأهل في إنشائها بالشكل السليم.

أهم الطرق التي تساعد في بناء شخصية الطفل.

الثقة: تعد الثقة بالنفس إحدى أهم معالم بناء شخصية الطفل القوية، ويعتمد بناؤها على مجموعة من الطرق التي يمكن للوالدين القيام بها، ومن ذلك، تشجيع الطفل على التجارب الجديدة: غالبًا ما يُركّز الأطفال على منطقة الأمان؛ ذلك من خلال أداء الأمور التي يتقنونها، وهنا يكمن دور الأهل في تشجيعهم على تجربة مهارات جديدة.
تقبُّل أخطاء الطفل: يجب على الوالدين تقبُّل أخطاء الطفل، والتوضيح له بأن الخطأ أمرٌ واردٌ من أيّ شخص، والأهم هو التعلّم من الخطأ وعدم ممارسته؛ حيث إنه من أبرز معالم الشخصية القوية للطفل هي التعامل مع أخطائه وانتكاساته.
المُثابرة: يجب تعليم الطفل عدم الاستسلام عند التعرض للإخفاق؛ حيث إن الشخصية القوية والثقة بالنفس لا ترتبطان بالنجاح بشكلٍ دائم.
مساعدة الطفل لاكتشاف شغفه: يساعد اكتشاف اهتمامات الطفل في تطوير هويته وتنمية شخصيته؛ ممّا يؤدي بشكلٍ مباشرٍ إلى زيادة ثقته بنفسه.
تحديد الأهداف: يجب القيام بتوضيح الأهداف الصغيرة والكبيرة مع الطفل؛ حيث إن تحقيقها يساعده في اكتساب مهارات قوة الشخصية، وهنا يكون على الأهل تقديم المساعدة اللازمة بتحويل أحلام الطفل إلى أهداف قابلة للتنفيذ.

تشجيع اللعب: يعد اللعب من الأمور ذات التأثير الكبير على نمو الطفل، سواءً جسديًّا أو عقليًّا أو عاطفيًّا؛ حيث يعلّمهم العمل في مجموعات والتصالح من الخلافات وتطوير الخيال، كما إن اللعب يؤدي بهم إلى اتخاذ القرار والدفاع عن النفس والاستكشاف.
تجنّب تصنيف الطفل: يعد من أسس بناء شخصية الطفل تجنّب تصنيفه بمواصفات معيّنة؛ مثل قاسي وخجول وعاطفي؛ حيث إن ذلك يؤدي إلى تشكُّلها من خلال آراء الأهل أو آراء أي شخص آخر.
القدوة: غالبًا في مرحلة الطفولة المبكرة؛ أيّ قبل دخول الطفل إلى المدرسة، فإن مجتمعه يتمثّل في الوالدين بصورة أكبر؛ لذا فإنه يُقلّد الأم والأب في تصرفاتهما، وبالتالي فإن عليهما الامتثال بما يرغبان إنشاء الطفل عليه.
ترك الطفل على طبيعته: يجب ترك الطفل لممارسة حياته بطبيعته ودون أن يكون نسخةً من الأهل؛ حيث من المُمكن أن يكون اجتماعيًّا أو خجولًا أو هادئًا، وعلى الرغم من أن بعض الأهل يُفضّلون أن يشبههم الطفل في بعض الصفات؛ إلّا إنّه من الأهم أن يكون الطفل هو نفسه، وأن يكوّن أصدقائه ويتفاعل مع العالم بطريقته الخاصة.

تنمية الموهبة؛ مثل: الموسيقى، الفن، الرسم، الرياضة.
الحصول على الثناء عند أداء الطفل لممارسات أو سلوكيات جيدة.
الحصول على جائزة: نتيجة نجاحه في شيء معيّن.
منح الطفل الحب: يكون ذلك من خلال قضاء وقت فردي مع الأطفال في ممارسة ما يحبون، وإشعارهم بالاستمتاع بالوجود معهم، ويجب أن يتم منح الطفل الحب بالشكل الذي يتناسب مع عمره.
مدح شخصية الطفل: يجب القيام بمدح شخصية الطفل؛ حيث يكون على الأهل توضيح ما هو محبوبٌ وجيدٌ في صفات شخصيته، وبالمقابل التركيز على السلوك السيء عند الخطأ بدلًا من ذمّهم بشكلٍ شخصي.
تعليم الطفل طريقة التعامل مع الأذى: قد يتعرض الطفل للأذى من أطفال أو أشخاص آخرين، وفي هذه الحالة فإنه يحتاج إلى منحه عاطفة الحب والأمان، وتعليمه طريقة التعامل مع الموقف بدلًا من التعاطف أو الشعور بالأسف، ويكون ذلك من خلال تعليمه طريقة الدفاع عن النفس؛ حيث إن ذلك يساعده في الحفاظ على تقدير الذات عند مواجهة موقف أو شخص سيء ومُؤذي.

التعبير عن المشاعر: يجب تشجيع الطفل على إظهار مشاعره بشكل دائم، ويكون على الأهل الاستماع لهذه المشاعر؛ حيث إن الطفل يمكنه التغلّب على حزنه أو انزعاجه عندما يشعر بتقدير لمشاعره.
دعم الطفل في اتخاذ القرارات: يجب ترك الطفل يخوض المخاطر المناسبة لعمره ليقوم بممارسة ما يشعر به؛ حيث إن منح الطفل خيارات بسيطة لاتخاذ القرار بنفسه يؤدي إلى إنشاء طفل واثق من نفسه وصانع قرار.