على ضفاف الجمال.. حين يتعانق العشب الأخضر بزرقة البحر في رأس العارة
في أقصى تخوم الجغرافيا الجنوبية، حيث البحر يهمس بأسرار الأزمنة، والشمس تكتب على صفحة الماء قصائد الدفء، تنبض الحياة في رأس العارة، لا كقرية نائية على أطراف مديرية المضاربة، بل كقصيدة خضراء تُتلى على مسامع الوطن، وشاهد حي على أن الإرادة تصنع المعجزات، حين يكون القائد مؤمنًا بأن التنمية ليست شعارًا يرفع، بل مشروعا يُبنى، وواقعًا يُلامس الأرض والناس.
من هناك، من ذلك الشاطئ الذي يطل على الأفق المفتوح، حيث تتمازج زرقة البحر بعذوبة الهواء، نهض ملعب رأس العارة الرياضي، لا كهيكل من عشب وغبار، بل كحلم متجسد، كنبض في قلب الشباب، وكقُبلة على جبين المستقبل، ملعب أخضر، أطل على البحر فتناغمت الطبيعة مع الإنجاز، واختلطت رائحة الملوحة بندى العطاء، في مشهد لا تصنعه سوى الأيادي التي تعمل بصمت، وتبني بإخلاص.
هذا المشروع الرياضي البديع، لم يكن ليولد لولا عزيمة صلبة، وقيادة لا تعرف الانكسار؛ إنه ثمرة من ثمار رجل آمن بأن المضاربة تستحق أن تكون في طليعة التنمية لا في هامشها، إنه الشيخ مراد سيف جوبح، مدير عام مديرية المضاربة بلحج، وقائد المرحلة، الذي حمل هموم المديرية على كتفيه، وشق طريق النهوض في دروب وعرة، لا يهاب العقبات، ولا يعرف التراجع.
ولا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون الإشارة إلى الجهود الكبيرة التي بذلها البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، الذي تولى تنفيذ المشروع، مسدياً بذلك رسالة واضحة، إن التنمية لا تعترف بالحدود، وإن يد العون حين تمد بصدق، فإنها تثمر أخضرًا في الصحارى، وتُنبت فرحا في قلوب أرهقها الانتظار.
اليوم، يقف شباب رأس العارة على عتبة حلم جديد، يركضون على بساط من العشب الأخضر، بينما تراقبهم أمواج البحر في هدوء، كأنما تحتفي بهم، وتشهد على لحظة فارقة من تاريخ منطقتهم ؛ في هذا الملعب، لا تسجل الأهداف فقط داخل الشباك، بل تسجل على صفحات الأمل، وعلى دفاتر المستقبل.
كل التحية والتقدير للشيخ مراد سيف جوبح، قائد التنمية وصوت المضاربة، الذي أدرك أن الرياضة ليست ترفًا، بل أداة تربوية وتنموية، وأن الجمال حين يقرن بالإنجاز، فإنه يصبح هوية وانتماء.
إذا ،تبقى الكلمات قاصرة أمام مشهد يكتبه الفعل لا القول، وتبقى رأس العارة، ببساطها الأخضر، وزرقة بحرها، وبياض نوايا رجالاتها، مثالًا حيا على أن التنمية تبدأ من الإيمان، وتبنى بالإخلاص، وتستمر حين يكون خلفها رجال لا يعرفون المستحيل.