ملحمة السيادة الغذائية..الذرة الرفيعة والدخن سلاح أبين .. معرضٌ الحبوب المحلية الثاني بخنفر يعيد رسم خريطة التنمية الزراعيةإلى الواجهة

أبين (أبين الآن) خاص
في خطوة تعزز السيادة الغذائية وتدعم المزارعين، شهدت مديرية خنفر بمحافظة أبين معرض الحبوب الثاني ضمن " مشروع دعم التغذية الشامل للمجتمعات الضعيفة التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي في محافظة أبين بتمويل من الاتحاد الأوربي وبرعاية معالي وزير الزراعة والري والثروة السمكية اللواء الركن سالم السقطري بمشاركة عشرات العارضين والمزارعين، بتنظيم منظمة كير، ليُسلط الضوء على إنتاج المزارعين المحليين وبنك البذور في الكود كرمز للاكتفاء الذاتي، وليكون منصة لعرض الجهود المشتركة بين المزارعين والجهات الداعمة لإحياء وانتاج محاصيل الحبوب الزراعية ذات القيمة الغذائية وتعزيز الاكتفاء الذاتي
"هنا حيث تلتقي جهود المزارعين بالدعم والتشجيع والتحفيز يجسد معرض الحبوب الثاني شراكة بين القطاع الزراعي والجهات الداعمة لتحقيق السيادة الغذائية. ويروي لنا قصة جهود تُزرع اليوم لِتُحصَد غدًا . فلم يكن المعرض مجرد منصة لعرض المنتجات، بل رسالة تُؤكد أن خنفر قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب، بفضل بنك البذور في قرية الكود، الذي يحفظ تراثًا زراعيًا يُنافس المستورد.
محتوى العرض
جناح ثروة الحبوب:
احتوى المعرض مشاهد واسعة لأجنحة مزركشة بعرض الحبوب المحلية واطباقا غذائية وادوات زراعية محلية الصنع حيث استعرض المزارعون بذورًا محلية على الزوار مثل (الذرة الرفيعة، الذرة الشامية، الدخن، القمح، وغيرها)، تعكس ثروة خنفر الغذائية.
جناح المرأة الريفية:
أظهر المعرض دور المرأة الريفية كشريك أساسي في الأمن الغذائي، احتوى المعرض مشاهد لنساء ريفيات يعرضن منتجات مصنعة من الحبوب (كعك من الدخن، زيت السمسم، وغيرها). الأمر الذي دفع بنشطاء بالإشادة بدور المرأة الريفية الذي أبرزه الحدث.
هدى العوش، إحدى المزارعات قالت: "نحن ننتج هذه المواد بأيدينا، لكننا نواجه صعوبة في الوصول للأسواق الكبيرة. فكان هذا المعرض فرصة لتشجيعنا وتسويق منتجاتنا."
وتحدث المزارع الشيخ رشيد الرويكي قائلاً "شاركت هنا لأثبت أن المنتج المحلي لا يقل جودة عن المستورد، وأحتاج دعمًا في ايصال مياه السيول إلى أرضي ودعمي ماديا للنهوض بالزراعة وتوفير البذور "
المزارع عبدالرزاق الدوبحي من خنفر يمسك بكيس من بذور الذرة الرفيعة ويقول"هذه البذور من بنك الكود، جودة إنتاجها تفوق المستورد! لكننا نحتاج دعمًا في التسويق وتوفير معدات حديثة وتوجيه السيول الى اراضينا الزراعية.
رسالة أساسية بمستوى حدث توعوي" "الحبوب المحلية: من البذرة إلى السوق .. خنفر قادرة على إطعام نفسها إذا دُعمت
لم يقتصر المعرض على العرض، بل دمج التوعية بخطط تسويقية لضمان استمرارية الإنتاج، خاصة مع ارتفاع أسعار الحبوب عالميًا. استعرض المهندس عبدالقادر السميطي في ريبورتاج فعالية تثقيفية لتمكين المزارعين وتوعية الجمهور بأهمية الاستهلاك المحلي. وكيف بالإمكان تسخير الجهود وتحفيز المزارعين والجهات الداعمة على دعم إنتاج محاصيل الحبوب الزراعية ذات القيمة الغذائية مثل القمح وكيف بالإمكان أن نستفيد من بذرة قمح تأمين غذاء بمئات الاضعاف عوضا عن استيرادها من الخارج، ليؤكد بذلك على اهمية دور الحبوب المحلية في مواجهة انعدام الأمن الغذائي، خاصة مع التحديات المناخية والاقتصادية، في رسالة منه تشير إلى أن المعرض يهدف إلى تعزيز التوعية بأنواع الحبوب مثل الذرة الرفيعة، الدخن، القمح، والفول السوداني، وتبادل الخبرات بين المزارعين.
الدولي والجهود المحلية:
أشارت ماجدة موسى مديرة برامج الأمن الغذاء بمنظمة كير إلى التزام المنظمة بتنفيذ برامج مستدامة لدعم المجتمعات الضعيفة.
وقال الاخ محسن سلام منسق منظمة كير العالمية "نهدف من الشراكة إلى تحويل خنفر عبر هذا المعرض إلى نموذج للسيادة الغذائية عبر دعم المزارعين بالبذور المحلية المُعتمدة، وتشجيع زراعة الحبوب التي تُقلل فاتورة الاستيراد وتُعزز الاقتصاد المحلي.
بينما أكد المهندس محمد النشيلي مدير عام التسويق الزراعي( مسؤول حكومي) أكد في كلمته قائلاً "هذا المعرض ليس مجرد فعالية عرض، بل يمثل نواة شحذ الهمم لانطلاقة نحو رسم استراتيجية وطنية لرفع إنتاجية الانتاج المحلي من الحبوب وتقليل الاستيراد خلال الأعوام القادمة. وقدم شكر وزارة الزراعة للاتحاد الأوروبي ومنظمة كير على دعمهما المتواصل للقطاع الزراعي اليمني.
من ناحيته، أكد الدكتور حسين الهيثمي مدير مكتب الري بأبين أن تنوُّع المناخ والتضاريس يجعل المحافظة من أبرز المنتجين للحبوب.
أبوبكر عمر صالح مدير الإرشاد الزراعي بمحافظة أبين طالب السلطة المحلية بالمحافظة ووزارة الزراعة بدعم المزارعين وتشجيعهم على زراعة محاصيل الحبوب بشكل عام سواء الذرة الرفيعة او الدخن بمحتلف اصنافهم التي توفر أمن غذائي في دلتا أبين وإعادتها إلى السيادة كما كانت سابقا رافدا قويا في انتاج الحبوب. وطالب بإصلاح قنوات الري لما لذلك من أهمية في ايصال مياه السيول والامطار إلى الاراضي الزراعية المحرومة من الري. كما دعا المزارعين إلى زراعة الحبوب لتحقيق الأمن الغذائي.
بدوره، المحامي مازن اليوسفي أوضح أن الأمر يتطلب دعم المزارعين بإنشاء مشاريع سدود لحصد مياه السيول والامطار وري بها الرقع الزراعية لتعزيز الأمن الغذائي.
ربط الحدث بالواقع:
مستشار محافظ ابين لشؤون الزراعة الشيخ حيدرة دحة، أكد في في تصريحه"أن دعم المزارع هو دعم الاقتصاد ودعم الاقتصاد هو دعم التنمية، لافتا ان زيادة أسعار القمح عالميًا احد اهم المحاصيل استهلاكا تجعل مثل هذه المبادرات ضرورة وطنية"
الختام
"من أرض دلتا أبين الخصبة، حيث تُكتب ملحمة السيادة الغذائية بحروف من ذهب، يختتم المعرض الثاني للحبوب فعالياته. قد يكون صغيرًا في مساحته، لكن طموحاته كبيرة بإرادة أهالي خنفر، وتبقى رسالته: دعم المزارع المحلي هو أساس التنمية. و"بهذه الروح التعاونية بين المزارعين والجهات الداعمة، يثبت معرض الحبوب الثاني أن الطريق إلى السيادة الغذائية يبدأ بخطوات عملية. لن يكون هذا المعرض الأخير، بل سيكون استمرار لبداية مشاريع أكبر، كما يؤكد المنظمون.
حضر المعرض اللخ مختار عبود مدير عام هئية الارشاد الزراعي بالوزاره والاخ الكهالي الامين العام للاتحاد التعاوني الزراعي
*من محمد ناصر مبارك