مراد جوبح.. المهندس الذي أعاد الحياة إلى المضاربة ورأس العارة

حاولت جاهدًا أن أتجنب الكتابة عن الأستاذ مراد سيف جوبح، مدير عام مديرية المضاربة ورأس العارة.

عاقبت نفسي عن ذكره، حبست قلمي في درج لا يفتح، وأغلقت كل جروبات الأخبار التي كانت تعج بمشاريعه، علّني أنجو من هذا الطوفان التنموي.

هربت إلى الرياضة، قلبت القنوات، فتحت إذاعات، فجاءني الخبر: "ملعب جديد على وشك الافتتاح!"، فقلت: أكيد خلفه جوبح.

سئمت من التهرب، أغلقت الهاتف، ومضيت إلى كوخ مبني من إسعاف النخيل ما يسمى (عريش) على ضفة الوادي، أبحث عن جلسة قاتٍ هادئة، بعيدًا عن السياسة والإنجازات. فإذا بالوجوه التي حولي لا تتحدث إلا عن مشاريع جوبح، عن الآبار والخزانات، عن الطرق والجسور، عن الطاقات الشمسية والماء والآبار، عن الابراج والاتصال عن مدير لم يأتِ بالكلام، بل جاء بالأفعال.

عدت إلى بيتي مطأطئ الرأس، وسألت قلمي بصوت خافت: أما آن لك أن تكتب؟

فقال القلم: "إن لم تكتب عن هذا، فعن ماذا تكتب؟"

فجلست، وفتحت الورقة، وها أنا أكتب، لا مدحًا، بل اعترافًا بأن ما يُنجزه هذا الرجل أصبح حديث الناس في البيوت، والأسواق، والمجالس والنوادي، وحتى في الكهوف في الجبال.

من الحلم إلى الواقع: مشاريع تنموية تُغيّر وجه المديرية
 في زمنٍ كانت فيه الوعود تُلقى كأوراق الخريف، جاء مدير عام مديرية المضاربة والعارة مراد جوبح ليُثبت أن الأفعال أبلغ من الأقوال. تحت قيادته، شهدت مديرية المضاربة ورأس العارة نهضة تنموية شاملة، شملت مختلف القطاعات الحيوية. أبرزها 

الرياضة والشباب: تم إنشاء ملعب عشبي حديث، يُعد متنفسًا للشباب وميدانًا لصقل المواهب الرياضية.

البنية التحتية: شهدت المديرية ترميمًا للطرق، وإنشاء جسور تسهل التنقل، وحفر آبار لتوفير المياه، وتركيب خزانات مياه في المناطق البعيدة- الطاقة والاتصالات: تم تركيب منظومات طاقة شمسية للمرافق العامة، وإنشاء أبراج اتصالات لتعزيز شبكة الاتصالات في المناطق المحرومة والعمل حاليا على قدم وساق

الصحة والتعليم: شهدت المرافق الصحية والتعليمية تحسينات ملحوظة، مما ساهم في رفع جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

ابن الأرض: قيادة تنبع من المعرفة والانتماء

ما يميز مراد جوبح ليس فقط حجم الإنجازات، بل الروح التي يقود بها. فهو ابن المديرية، يعرف تضاريسها، ويفهم احتياجات أهلها. لم يكن مسؤولًا بعيدًا عن الواقع، بل كان جزءًا منه، يسير بين الناس، يستمع إليهم، ويعمل من أجلهم.

في زمنٍ قلّ فيه الأمل، جاء مراد جوبح ليُعيد للناس ثقتهم بأن التغيير ممكن، وأن التنمية ليست حلمًا بعيد المنال. إن ما تحقق في المضاربة ورأس العارة هو مثال يُحتذى به في القيادة الفعالة، والعمل المخلص، والرؤية الواضحة.

فليكن هذا المقال شهادة حق، واعترافًا بجهود رجلٍ أعاد الحياة إلى مديرية المضاربة والعارة لحج، وجعل من الحلم واقعًا ملموسًا.