أحمد المعبقي.. الاقتصادي الذي حمل قلب الوطن وعقله 

في لحظات التاريخ المفصلية لا تصنع الأوطان بالشعارات وحدها بل برجال يقفون عند تخوم الانهيار ويحولونه إلى بداية جديدة... ومن هؤلاء الشرفاء الذين جعلوا من الوطنية سلوكا يوميا لا شعارا مؤقتا يبرز ربان الاقتصاد الخبير والمفكر أحمد أحمد غالب المعبقي محافظ البنك المركزي اليمني الرجل الذي استدعاه الوطن في السادس من ديسمبر 2021 ليكون حارسا للاقتصاد في أقسى مراحل ضعفه فكان رجل المرحلة وقائد معركتها المقدسة.

لقد جاء المعبقي لا ليسكن الألم مؤقتا بل ليخوض معركة وطنية كبرى ضد الفساد والعبث واللصوصية معركة لا تقل خطورة عن أي ساحة حرب لأنها معركة على مصير الناس وأقوات أبنائهم. فقد كانت مئات المليارات تتسرب كل شهر من بين أصابع الوطن إلى محلات الصرافة ومنها إلى حسابات الخارج قبل أن ينهض البنك بقيادته الجديدة لوقف هذا النزيف.
واليوم يقود البنك المركزي بقيادته معركة استعادة هذه الأموال لتعود إلى مكانها الطبيعي خدمة الناس وصناعة مستقبلهم وضمان حياة كريمة لهم.

إن نجاح المعبقي ليس وليد الصدفة فقد أثبت طوال مسيرته أنه إداري و اقتصادي محنك ووطني مخلص أينما وضع كان النجاح قرينه فقد عمل مديرا عاما للضرائب في الجمهورية ثم رئيسا لجهاز الرقابة والمحاسبة كما تولى مهام جسيمة في مكافحة غسيل الأموال وكلها محطات برز فيها كصوت شريف يضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار 
هاهو اليوم مجددا  يترجم ذلك التاريخ الطويل من النزاهة والخبرة إلى أفعال ملموسة تقود اقتصاد البلاد نحو التعافي والنهضة.

إنها معركة الشعب كلها معركة أن نصطف خلف قيادة البنك وقراراته لأننا أمام خيارين لا ثالث لهما:
 إما أن نحيا في ظل قرارات تحمي اقتصادنا وتعيد توزيع العدالة المالية وإما أن نترك اللصوص ينتصرون فنموت جوعا وقهرا وكمدا

أحمد المعبقي ليس فقط محافظا للبنك بل هو ضمير اقتصادي حي وطني عميق الانتماء يحمل على كتفيه أثقال وطن كامل ويصنع من الأمل برنامجا عمليا للنجاة. إنه صوت العقل في زمن الفوضى ورمز لما يمكن أن تصنعه الكفاءة حين تقترن بالإخلاص والحنكة حين تسندها الوطنية.
ختاما ما الذي ننتظره إن نحن فرطنا بهامة وطنية وإنسانية جاءت تحمل الخلاص لهذا الشعب المنكوب الذي غرق في وحل الفساد والإحباط حتى كاد أن يهلك لولا أن تداركه الله برحمة منه على هيئة رجل أمين اسمه المعبقي ؟