مضمار خليجي نحو الرفاهية.. وسباق مجلس قيادة يمني نحو الضبابية
اختتم الرئيس الأمريكي تقريبًا زيارته لدول الخليج ورأيت زعماء تلك الدول كيف يتسابقون لتأمين حياة كريمة ورفاهية لمواطنيها عقدوا صفقات ضخمة "تريليونات" في كل مجالات الحياة مع الامريكان،
فتبادر إلى ذهني عمل مقارنة بسيطة وعلى الماشي وبكل ألم بين حكامهم وحكامنا!!، كيف ينشغل المجلس القيادي في اليمن بابتكار وسائل وطرق وخطط رهيبة وبكل تفنٌ لتجويع المواطن وسلب ما تبقى له من كرامته، وحرمانه من أبسط متطلبات الحياة!.
تتسابق حكومات دول الخليج في وضع برامج وخطط خمسية وعشرية تستثمر في الإنسان قبل البنيان، وتُسخّر ثرواتها لبناء الحاضر وتحصين المستقبل فالمواطن هناك ليس رقمًا "مثلنا" لا.. بل محور القرار، تُبنى السياسات حول راحته ورضاه، ويُحسب له الحساب في كل شأن من شؤون الدولة، أما نحن فالمشهد مختلف تمامًا المواطن عندنا هو الحلقة الأضعف، وهو الضحية الدائمة لكل تفاهم سياسي، أو تقاسم نفوذ أو حتى رغبة طائشة في التشبث بالكرسي، لماذا نحن كذاء عقليتنا أول ماتكون مسؤول كيف تحوّش "أحواش" وبنوك وآبار نفط وتلف الاخضر واليابس دون توقف مع أن الحكام الخليجيين أناس مثلنا مثلهم لكن الفرق أنهم حملوا على عاتقهم خدمة مواطنيهم وبس، أما
حكامنا لا يرى في الشعب أكثر من خزينة متنقلة يستنزفها باسم الحرب مرة وباسم الوطنية مرة وباسم الدعم الدولي ألف مرة !!
في الخليج تُدفع الرواتب بانتظام، ويُنقل المواطن للعلاج خارج البلاد على حساب الدولة، وتُمنح له فرص التعليم بلا حدود، بل وتُبنى له المدن الذكية من أجل رفاهية العيش، واخر تلك الطفرة في عالم الذكاء الاصطناعي ماقامت به الإمارات بالتوقيع على استيراد أكثر من نصف مليون شريحة ذكاء اصطناعي لتعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي!!
أما في عندنا في اليمن فالعبد المسكين لله يقف في طابور طويل بانتظار كيس دقيق تالف سيصرف له، أو دواء منتهي الصلاحية، أو راتب يأتي يعد شهرين ولايغطي أدنى احتياجاته، بوقت أن من يحكموه يتنقلون بين الفنادق والعواصم ببطون ممتلئة وقرارات فارغة.
كيف لنا أن نصدق أن من بيده القرار لا يستطيع تحسين حياة المواطن؟! بل إن الحقيقة التي بات يعرفها الجميع ان هؤلاء لا يريدون تحسين شيء له، لأن البؤس هو الضمان الوحيد لاستمرارهم، والجوع هو الورقة التي يفاوضون بها،
الشعوب التي تُحترم تُبنى أما الشعوب التي يُستهان بها فتُستنزف حتى تُنسى.
وسيبقى السؤال معلقًا في أفواه الناس متى يصبح لليمني حاكم يشبه حكام الخليج لا في الثراء بل في احترامه لمن يحكمه؟